 ماذا بعد التفـوق..؟
الجهد البشري لا يكتب لــه البـروز والبقــاء – إلى ما شــاء الله تعالى – ما لــم يتوج بمعنويات مسبقة من لدن صاحب الجهـد نفســه – إذا كان يعي إسهــام جهده – مؤزر بماديات من أولي الشأن والاختصاص، وهذه حقيقة بديهية. وتكاد الأمثــلة لتقريب هذه الحقيقة البديهية تتقدم بسخاء، وتقدم نفسها دون إنهاك يذكر لمداد يراعنا إلا أن الأمثلة – وخاصة الترجيحية منها – تتأرجح ما بين القوة والضعف من حيث الحجــة المستنـد إليهـا، إذن عمليــة الاختيــار هي بمثابــة المحك أو الفيصل للوصول إلى عمق الحقيقة دون إجهاد للعقل الباطن الإنساني، فلنأخــذ مراحل التعليم العام – الابتدائي، المتوسط والثانوي – بدول مجلس التعـــاون الخليجي، فإذا ما شكــل قوام كشف درجات الطالب بهذه المراحل 90 % فما فوق فإن ذلك يعــد ضربا أو مقياسا من مقاييس النبوغ العقلي – حسب شهادة المختصين في المجال التربوي – وبعد ذلك ترفع الأسماء للإدارات التعليميــة بمختلف المناطـق بمملكتنــا الحبيبـة لإعداد شهادات الاستحقاق لنيل الجائزة في صيف أحد الأعــــوام المعينة لم لا؟، و الصيف لدينا هو القطب الماسي للتتويج، ففيه لا عتاب – فالوقت صيـف – ويدعى على هامش مراسـم الحفـل نخبة مختارة من الرجال يمثلون مختلف القطاعــات القياديـة ورجالات الإعلام – المرئي، و المسموع و المقروء – وشعراء المناسبات، والحماسة والمديح الذين يضارعون المستوى الكمـي للعصرين الأموي والعباسي..إلخ، وبعد تقديـم أوشحـة التفوق الحمراء – حسب اختيار الإدارة المنظمة للحفل – وبعد تسلسل فقـرات، و طقوس الحفــل وبعـد أن تسلم الجوائز لأصحابها وقتذاك ينفض الجميع كل إلى سبيله، وأصحاب الجوائز متوحدين داخـل البوتقة الذاتية رغم خضم المثيرات الذي يحيط بهم مـن كل حدب وصـوب، إلا أن التقريـع أو الملام يطأطئ رأسه خجلا إذ لا مكان له وما من إصــــابة يوجهها إليهم وما عساه أن يقــول سـوى: من حقهـم فلطالما انتظروا هــذه المناسبة الكريمــة ليجنـوا ثمــار دأبهم الإيجابي و هاقد تحقق الحلم الآزوري..، الأسئلة التي تدغـــــدغ اليـراع تمهيدا لطرحهـا هي: ماذا بعد الحلم الذي تحقق؟ وماذا بعد تذوق نشـوة المشـاعر المتجانســـة؟ هـل نوم عميــق بعد التتويج؟ وماذا بعد اليقظة؟ هل لهذا قدمت الجائزة؟ ،إذا كان ذلك هدف الجائزة فلا فرق بينها وبين كــرم الصيف الذي يجعلنـا غالبــا في مغبـة سحبه الصيفية – الوقتية – التي تجود أحيانا – إذا اصطدمت رياح مناطق الضغط الجوي غير المتآلفة – منذرة بقدوم خراج دون سابق عهد أو ميثاق. زملاء الدراسة، و الأصدقـــــاء، و الأقــران، و الأسـرة، و المجتمـع، والوطن كل أولئك ينتظرون إجابتك أيها المتفوق على هذا السؤال: ماذا بعد تكريمنا إياك؟ |
