يقول ستيفن مانالاك وهو استشاري في مجال التواصل،
المشكلة في الغضب أنه انفعال جماعي، إنه ينتشر،
فلو أننا شعرنا بالغضب وقلنا لصديق أو زميل
شيئا يعبر عن غضبنا هذا،
فإن احتمالية أن يغضب هو الآخر تزداد للغاية.
ثم لا يلبث أن ينمو ذلك في صورة خلافات
أو حزازيات وضغائن.
فعندما يتواصل الغاضبون،
فإن تواصلهم هذا يكون بمثابة سلاح رهيب ومخيف،
إذ يولد الغضب غضبا إلى أن يتقاتل الجميع.
إن تحقيق نتائج إيجابية من التواصل
يقوم على أساس العقل ومهارات التواصل.
فتحسين عقلك دون اكتساب تلك المهارات
سوف يتركك على حالك من الغضب.
واكتساب المهارات مع بقائك بعقليتك
السلبية لا جدوى منه كذلك.
وفي حين أن معظمنا ينظر إلى الغضب
على أنه انفعال قوي وفوري،
فمن الممكن لهذا الغضب أن يكون صورة
غير واضحة من صور الاستياء الذي ينمو
بداخلنا محدثا حالة من الاهتياج الشديد
والذي يحول بيننا وبين التفكير بوضوح
أو رؤية الأحداث على حقيقتها وبشكل واقعي.
وفي ظل أعراض الفشل والغضب
يرى الشخص الغاضب كل حدث وكل قول
من منظور هذا الغضب،
وهكذا يزداد الجدال حدة ويولد الغضب غضبا
والشخص الذي يولد الغضب يكون على قناعة
بأنه بفكر بوضوح.
فهو بعقله يرى أنه يعاني الكثير
من الآلام والجراح في حياته،
ويعتقد أنه قادر على إزالتها
لو سبب هذه الآلام والجراحات للآخرين.
لكن كثيرا من الناس أيضا يكون
رد فعلهم إزاء جرح الآخرين لهم
أن ينزلوا بأنفسهم لوما وإيلاما
مدينين إياها على نحو بالغ.
ويشير العلم إلى أن الضغط النفسي
والشعور الداخلي بالاستياء لا يؤديان فقط
إلى العزلة والتعاسة وإنما يسهمان أيضا
في ظهور الأمراض العضوية والاكتئاب
وضعف الطاقة والحماس.
وللتعامل مع الغضب اقترح مانالاك طريقتين:
أولاهما العودة إلى منبع عقلك،
والأخرى تعلم الأساليب الجديدة عن الكيفية
التي تتعامل بها مع المشكلات.
بالنسبة لمعظمنا،
يعد الغضب جانبا من الحياة والحياة في تغير مستمر،
والتغير يؤدي إلى مشكلات،
لذلك فسوف نصبح أسعد حالا بكثير وأكثر فعالية
إذا غيرنا من عاداتنا في الاستجابة.
كثيرا ما يحدث تصادما بيننا وبين الآخرين
وننفجر غاضبين، في مثل هذه المواقف الأولى
بنا أن نفكر وننتظر.
إذا كانت هناك مشكلة فلنفكر في سببها،
وإذا لم نستطع التفكير في السبب،
فلا ننزعج، فقد يكون سببها على قدر بالغ من التعقيد.
فقط علينا أن نقبل حقيقة أن هناك مشكلة
وسوف نخطو بوعي نحو تواصلنا.
إذا نظرنا إلى المشكلات على أنها سلبية تماما،
فإن ذلك سوف يصبح عادة فينا،
محولين حتى المشكلات الثانوية
التافهة إلى عقبات هائلة.
الأولى بنا أن نأخذ نفسا عميقا
ونسترخي ونحاول التفكير بترو فيما نحتاج إلى القيام به،
بدلا من التفكير المشوش والمتعجل،
نتروى ونهدأ كي تكون عقولنا متفتحة وأذهاننا صافية.
بهذه الطريقة نبدأ في رؤية المشكلات بوضوح أكثر.
والتدريب على التفكير بإيجابية فكرة طيبة.
وبذلك عندما تقع مشكلة،
فلن نندفع أوتوماتيكيا بالطريقة القديمة.
مثلا عندما تجد نفسك واقفا في طابور،
بدلا من أن تتململ وأنت نافذ الصبر،
اعتبر هذا الطابور بمثابة فرصة نادرة لأن
تأخذ نفسا عميقا وتهدئ أعصابك.
إذا تقدمت عليك سيارة في إشارة المرور،
فحاول أن تفكر في أنها لن تكون
سببا في تأخرك كثيرا.
كل هذا يعني أن تحاول اكتساب عادة الاستفادة
بشكل أفضل من أي موقف.
عن كتاب "يمكنك أن تتواصل" – ستيفن مانالاك..
منقول