المتميزة خزنة الطيب تطرقت إلى هذا الموضوع قبلي ،،
وقد استأذنتها قبيل وضعه ،،
ولست أحاول منافستها في طرحي
فأسلوبها كان أكثر من رائع في طرح الموضوع ،،
لكنها خوالج حامت في ذهني أردت تسطيرها ..
علّي أخفف على نفسي لوعتها ،، أو على قلبي حرقته !!
تعالوا معي نحلق في طائرة الزمن ،،
إلى ما قبل ألفٍ من السنين ،،
إلى العصور الوسطى ،،
المسماة بالعصور المظلمة ،،
حيث كانت أوروبا تغط في سبات عميق ،،
تتخبط في جهلها الذي كان في عنفوانه وأوج سيادته ،،
يُقَتَّلُ علماؤها لكونهم يخالفون منهاج الدين والفطرة
غريبة تلك العقليات ..
حشوها بالأباطيل والترهات ..
يطول في هذا المقام الحديث !!
دعونا من أوروبا وما عانته في العصور المظلمة ..
لنركب طائرة الزمن مرة أخرى ،،
أغمضوا أعينكم ..
ننتقل الآن من أوروبا إلى الدولة الإسلامية ،،
افتحوا أعينكم لتروا العجب العجاب ،،
لتروا عصورنا الذهبية
حضارة أسسها دين العلم والدعوة إليه ،،
دين الحلم والعفو والسلام ،،
طبقه أفرادُها فنبغ منهم من نبغ في العلوم
أسسوا علم الرياضيات
وألفوا في الأدب رائع الكتابات
وتفننوا في الزخارف والنقوش والرسومات
لم يتركوا علماً إلا كان لهم به حجر أساس
ولم يدعوا سبيل طلب له إلا بذلوا له كل الإمكانات
آمنوا بوظائفهم التي خُلقوا من أجلها
فغدوا منهلاً للعلوم والآداب ، لكل الدول والقارات
جميلة تلك الحضارة ،،
كيف لا ؟
وهي مُبَجِّلَةٌ أسس الإسلام وقدرها
وهي مُعَظِّمَة لعلمائها وشعبها
وهي زاخرة بشتى أنواع العلوم
وهي شاملة كتب الأدب والفنون
دعونا نعد معاً لأوروبا ،،
لنر حالها بعد " عصور الكنيسة " أو " العصور المظلمة "
تعددت التسميات والمغزى واحد
ألا وهو التخلف عن ركب التقدم ،،
حيث منعوا العلم لمخالفته منهاجهم الضال
اربطوا الأحزمة ،،
ها قد وصلنا ،،
بعد تلك العصور ،،
وبعدما اطلعت أوروبا على الحضارة الإسلامية
أقدمت على ترجمة الكتب المختلفة للمسلمين ،،
والتي باتت تُدَرَّس كأسس لكل العلوم المعروفة
إلى هنا نقف ،،
فقد انتهت رحلتنا ،،
دعونا نعود لزمننا ،،
الذي لا أستطيع له هجاءً ،، لأننا :
نعيب زماننا والعيب فينا … وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير حق … ولو نطق الزمان لنا هجانا
بصراحة لا أود الحديث عما جرى بعد ذلك
فهو لا يحتاج لطائرة زمن ،،
لأننا نعيشه فعلياً في وقتنا الحالي ،،
ولا أستطيع لعلومنا السابقة وصفاً
غير أن أقول قول العباس بن الأحنف ..
أموت شوقاً ولا ألقاكم أبداً … يا حسرتا ثم يا شوقاً ويا أسفا
إليكم هذا المقطع ،،
~ تحياتي ~
.. غمازة ..