احترسى! طفلك يدخن
كيف يضر التدخين السلبى طفلكما وكيف تحميانه منه؟ مع وجود كل حملات التوعية من أضرار التدخين على مستوى العالم، أغلب الناس أصبحوا يستوعبون الآن مدى خطورة التدخين على صحتهم ولكنهم يحتاجون لدافع أقوى لكى يقلعوا عن هذه العادة السيئة. لعل معرفة الآباء للأضرار التى يسببها التدخين لأطفالهم يشجعهم على الإقلاع عنه. إن التدخين السلبى – وهو استنشاق الشخص لدخان السجائر دون أن يكون مدخناً – يعرض صحة الإنسان للخطر، والأطفال هم أكثر الناس عرضة للتدخين السلبى عندما يدخن آباؤهم أو أحد أفراد أسرتهم فى مكان مغلق مثل البيت أو السيارة. الآثار الجانبية للتدخين السلبى قبل الولادة إن التدخين السلبى يضر صحة الطفل حتى قبل مولده. فالحامل عندما تدخن، يدخل النيكوتين ومئات المواد الكيماوية السامة دم الطفل من خلال المشيمة. وهذا بالطبع يؤدى إلى مشاكل صحية مثل: • الإجهاض • ولادة طفل مبستر • ولادة طفل خفيف الوزن • احتمال أكبر لوجود عيوب خلقية • بعض سرطانات الأطفال • مشاكل فى النمو الجسدى للطفل وقد يتأثر كذلك نموه العقلى. لماذا يعتبر الأطفال أكثر تأثراً بالتدخين السلبى؟ • لأن الأطفال يستنشقون ملوثات هوائية أكثر بالمقارنة بأوزانهم. • رئة الأطفال تكون لا زالت فى طور النمو لذلك تضر أسهل. • الأطفال لا يستطيعون التعبير عن شكواهم من التدخين بشكل واضح وإذا حدث وشكوا فإن شكواهم كثيراً ما تقابل بالتجاهل. • الأطفال أقل قدرة على الانتقال من المكان الذى يوجد فيه تدخين. • الأطفال أقل استيعاباً لخطر التدخين. الأضرار العضوية للتدخين السلبى تقول د. أميمة إدريس – أستاذة أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة – أن عدد كبير من السيدات اللاتى يقلعن عن التدخين أثناء الحمل، تعدن إلى التدخين بعد الولادة، وهذا يعرض الأطفال المولودين حديثاً والأطفال الأكبر سناً إلى مشاكل طبية عديدة مثل: 1. Sids – وهى حالة وفاة غير متوقعة وليس لها تفسير وذلك فى الأطفال أقل من عمر سنة. فالأمهات اللاتى تدخنن أثناء الحمل، والآباء الذين يدخنون بعد ولادة أطفالهم يجعلون أطفالهم أكثر عرضة لهذه الحالة للوفاة المفاجئة. 2. الربو – وهو نوع من الحساسية الصدرية. التعرض للدخان يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالربو حتى لو لم تكن لديه أية أعراض من قبل. الأطفال المصابون بالربو يكونون أكثر حساسية للدخان، فالتدخين السلبى يزيد عدد أزمات الربو التى يتعرض لها الطفل وكذلك يزيد من شدتها. 3. حدوث مشاكل فى الجزء العلوى من الجهاز التنفسى مثل نزلات البرد الحادة واحتقان الحلق. 4. حدوث مشاكل فى الجزء السفلى من الجهاز التنفسى مثل حدوث التهابات فى مجرى التنفس، والالتهابات الشعبية. 5. التهابات الأذن الوسطى مثل "المياه على الأذن" وهى أكثر الأسباب شيوعاً لصمم الأطفال. 6. صعوبة فى التغلب على نزلات البرد وقدرة ضعيفة على مزاولة الألعاب الرياضية. الأضرار النفسية للتدخين السلبى لا شك أن تدخين أحد الأبوين أمام طفله يؤثر عليه نفسياً. إذا كان الأبوان أو أحدهما يدخن يكون طفلهما أكثر احتمالاً لأن يكون مدخناً عندما يكبر وذلك بالمقارنة بالطفل الذى لا يدخن أبواه حيث أنهما يمثلان قدوة حسنة بالنسبة له. إذا كنتما لا تدخنان فأنتما بذلك تحميان صحة طفلكما من أضرار التدخين السلبى وفى نفس الوقت تجنبونه الاقتداء بكما فى مثل هذه العادة السيئة. كيف تحميان طفلكما من التدخين السلبى ؟ إن الإقلاع عن التدخين هو أفضل حماية لطفلكما لتجنيبه الآثار الضارة للتدخين السلبى، لكن إذا كان أحدكما يدخن ولا ينوى عن الإقلاع فى وقت قريب، فمن المهم أن يحمى طفله من الآثار الضارة للتدخين السلبى إلى أن يستطيع الإقلاع تماماً عنه. إليكما بعض النصائح التى تساعدكما على ذلك: • لا تدخنا أمام طفلكما لأنه لو رآكما تدخنان قد يعتقد أن التدخين عادة محببة. • دخنا خارج البيت. إذا كان هذا غير ممكناً فخصصا حجرة للتدخين لا يدخلها طفلكما على الإطلاق، أو دخنا فى البلكونة مع إحكام غلق بابها عند التدخين. • لا تدخنا فى السيارة، خاصة إذا كان طفلكما معكما. • حاولا دائماً الجلوس فى الأماكن المخصصة لغير المدخنين فى المطاعم. • لا تسمحا للناس أن يدخنوا فى بيتكما، ومن الأفضل عدم وضع طفايات سجائر لكى يفهم الضيف عدم رغبتكما فى أن يدخن. • إذا دعى طفلكما لزيارة أحد أصدقائه، يمكنكما أن تطلبا من أصحاب البيت عدم التدخين أثناء وجود طفلكما خاصة إذا كان طفلكما حساس للدخان أو يكح. لا تخجلا من فعل ذلك، فهى صحة طفلكما. إذا دخنتما فى وجود طفلكما أو حتى بالقرب منه أو إذا سمحتما بتعريضه للدخان فى أى مكان، فأنتما بذلك تعرضانه لأضرار قد لا تتخيلان مدى خطورتها. يجب أن يفعل الأبوان كل ما بوسعهما لإبعاد طفلهما عن دخان السجائر. إن فتح شباك الغرفة أو شباك السيارة لا يكفى لحماية الطفل من الأضرار الناتجة عن التدخين السلبى. إن الآباء والأمهات المدخنين يجب أن يفكروا جدياً فى الإقلاع عن التدخين ليس فقط من أجل أنفسهم بل من أجل أطفالهم أيضاً. الإقلاع عن التدخين ليس أمراً سهلاً، لكن تذكروا أن اختياركم يؤثر على أحب من لديكم. احذروا! لا يجب أ ن يدخن أحدكما أبداً وهو يحمل الطفل ولا تتركا أبداً سيجارة مشتعلة. ضعا الولاعات والكبريت فى أماكن بعيدة عن متناول طفلكما لأنه قد يحرق بها نفسه، وأيضاً تخلصوا فى الحال من بقايا السجائر التى قد يحاول الطفل الصغير وضعها فى فمه أو بلعها وهو يحاول تقليد أبويه. |