تخطى إلى المحتوى

كيف تحب نفسك حباً سليماً؟

موضوع عجبني وحبيت ان انقله للاعضاء عن كيف تحب نفسك حبا سليما ؟
للدكتورين المعروفين والغنيا عن التعريف وهما الدكتور خضر البارون . والدكتور عويد المشعان
وارجو من الله ان تستفيدوا من هذا الموضوع القيم ..


د . خضر البارون


د . عويد المشعان

كيف تحب نفسك حباً سليماً؟ حب الإنسان نفسه لا يعني أن يتمادى به إلى الأنانية فالفرق شاسع بينهما
علاقة الإنسان بنفسه تعد محور نجاحه أو فشله, سعادته أو شقائه، فالإنسان من خلال هذه العلاقة الوثيقة يعرف من هو، ويفهم نفسه جيداً، ويعرف نقاط ضعفه وقوته.

حب الإنسان لنفسه هو حب غريزي متأصل بالإنسان منذ تكوينه، لذا فمن الطبيعي أن يهتم بمصالحه ومأكله وملبسه وعمله وإنتاجه. وهذا الحب يعود عليه بالنفع و يجعله ينعم بحياة هادئة خالية من العقد والاضطرابات النفسية.

وهذا الحب لا يعني أبدا أن يتمادى الإنسان إلى ما يعرف بالأنانية، وحسب علماء النفس فهناك فرق شاسع بين حب الذات والأنانية، يقول الدكتور عويد المشعان أستاذ علم النفس في جامعة الكويت “إن الأنانية هي حرمان الآخرين من ممارسة حقهم والتمتع بممتلكاتهم، أما حب الذات فهي تعبير عن إنسان يقدر ذاته تقديرا عاليا”.

الطريق إلى حب النفس السليم المنزه من الغرور والأنانية:

يلخص الدكتور عويد المشعان مفهوم حب الذات في ثلاث نقاط، أولا: حب الذات أمر مهم جدا, حيث يجب على المرء أن يحب نفسه كما هي أي بمجملها داخليا وخارجيا, فيحب شكله وطوله وعرضه وحتى ملابسه, فمحبة الذات هي محصلة لثلاثة أمور أتقنها الفرد جيدا طوال حياته، أولها: هي مراقبة التصرفات بحيث يستطيع الشخص التحكم بها, فنحن نختار الأشياء التي في صالح ذاتنا.
والنقطة الثانية كما أشار إليها المشعان، هي مراعاة حقوق وعادات وقوانين الآخرين فهي ما ينمي و يعمق حب الفرد لذاته, واحترام الحدود في جميع التعاملات مع الأشخاص أو النظم والقوانين هي ما يؤدي إلى أن تكون سلوكياتنا مقبولة وتحوز قبول الآخرين وبالتالي حب الذات واحترامها.
والأمر الثالث، هو محاسبة النفس فمن يحب ذاته ينمي حوارا ومكاشفة مع ذاته حتى يكون ضميره حيا.

تعلم كيف تحب الآخرين

لكي يصل الإنسان إلى حب ذاته وتقديرها فلابد أن يتقبل أولاً نفسه كإنسان، ثم يحب الآخرين. ويفسر علماء النفس ذلك بأنه ينبغي أن يشبع الإنسان احتياجاته من الحب والاهتمام، قبل أن يبدأ في خدمة الآخرين. فلقد أثبتت الدراسات أن الذين يهتمون بمصالح الآخرين أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، هم الذين يعانون من نقص الحب في حياتهم. وهذا ما يؤكده المشعان قائلا: “حب الذات ينعكس على حب الآخرين بلا شك، وهذا ما يدفعه إلى حبهم واحترامهم, فلا بد من تقدير الآخرين حتى يحبوني”.

دع الجمال ينبع من داخلك

ويتابع الدكتور عويد شرحه لمفهوم الجمال الداخلي بقوله: “إن اتباع السلوكيات الجيدة في معاملة الآخرين هي ما يجعل الإنسان جميلا من الداخل، إضافة الى سلوكيات أخرى تجعله أكثر جمالا، منها المحافظة على الشكل والقوام ومنع التشاؤم والكدر, وتجميل المكان من حولك أيضا يضفي عليك هالة من الجمال، فليس من الضرورة أن يكون الجمال جمال الوجه والملبس فقط، فمن الرائع أن يحرص الشخص على جمال مكتبه وسيارته وكل شيء حوله، وأيضا إبراز الجوانب والخصال الجميلة في كل من حولك والانتباه إليها والابتعاد عن الانتقاد وذكر العيوب والأخطاء، وهذا ماله الأثر الطيب بلا شك”.

تقبل الذات كما هي

معظم الأمراض النفسية منبعها عدم تقبل الإنسان لنفسه، وهذا ما يؤكده المشعان بقوله: “عدم تقبل الذات ما يجعل الشخص عرضة للإصابة بالأمراض النفسية, فلا بد من قبول الذات ككائن حي أولا، وإعطاء اعتبار للعلاقات الاجتماعية، وإعطاء أهمية لمهارات التواصل أيضا، وتنمية الذات والمعرفة والعلم وتعلم كل ما فيه صلاح ذاتي وإتقانه, و يبدأ ذلك بوضع الأهداف والمعايير الخاصة بالحق و الخير والجمال”.

اكتشف مواطن القوة لديك بمواهبك وقدراتك الخاصة

يجب على الإنسان أن يتوصل إلى معرفة مواهبه الخاصة وقدراته الكامنة، وعندها سوف يطورها وينميها لمصلحة نفسه، وهذا ما يوصله إلى تقدير ذاته واحترامها وبالتالي حبها، ويضيف الدكتور عويد المشعان “كل شخص في هذه الحياة لديه قدرات خاصة به وطموحات يسعى إليها وكثير من الناس لا يستخدمون طاقاتهم بسبب التكاسل والتخاذل والتسويف، على الرغم من كون جميع السبل متاحة في كثير من الأحيان، وفي عصرنا الحالي جميع أنواع المعرفة بمختلف ميادينها متوافرة وبضغطة زر واحدة تكون في متناول اليد، وهذه الطاقات المخزونة في العقل الباطن تحتاج فقط الى من يخرجها ليحقق بها أهدافه وليصل بالتالي الى حب وتقدير الذات”.

ما الذي يجعل الإنسان يرى أنه غير جدير باحترام وتقدير ذاته؟

وفي تحليل للدكتور خضر البارون أستاذ علم النفس في جامعة الكويت عن الأسباب التاريخية لهذه الاضطرابات النفسية، يقول البارون “الذات جزء من الإنسان والتعبير عنها ضروري جدا حتى يتوصل الى هدوء مع نفسه, ونحن في مجتمعاتنا تعودنا على ألّا نعطي الطفل الحق في التعبير عن نفسه, ولكي يعتمد على ذاته ويكتسب احتراما وثقة بنفسه يجب إعطاءه قدرا من المسؤولية والثقة بالنفس”.

ويضيف “أساليب التنشئة الخاطئة هي السبب في ذلك فإما القمع والنبذ والقسوة أو التدليل الزائد، وهذا ما يجعل الفرد غير قادر على تقدير ذاته وتقبلها، أو يجعله عاجزا عن التعبير عن خلجات نفسه بسبب تقليله من قدر نفسه. لذا يجب السعي الى رفع قدر الذات ليس بالمبالغة فيها بل باعتدال مقبول ما يجعل الشخص يحب نفسه وبالتالي يحبه الآخرون..

توقيع Q.8

 

[ آلاسسَتغفّآر ]
لآيصَنعْ " الأمَلْ " فقَطْ
…….. بـَل يَرمّمْ احَلآمَنــَآ . . .آستغفر آلله آلعظيم وآتوب إليه
يآرب / عوضنيّ خيراً ، وآغفر ليَ ! …

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.