تخطى إلى المحتوى

غيري طريقة تفكيرك تتغير حياتك

خدعوك فقالوا أن البحث عن السعادة الشخصية أنانية

الأمنيات والرغبات والأحلام الشخصية.. مَن منا ليس لديه قائمة ممتدة منها يسعى باستمرار إلى تحقيقها؟ بالطبع جميعنا لدينا منها الكثير والكثير الذي نتوق إليه.. قد ننجح في الوصول إليه وقد نفشل، ولكن الفشل يترك تلك الأمنيات والرغبات حبيسة بداخلنا على شكل مشاعر مركبة تهدأ أحياناً وأحياناً أخرى كثيرة تثور وتخرج على شكل محاولات متكررة للخلاص من قيود اليأس والرفض والإحباط الذي لو سَلمنا بهما تكون الكارثة.. حطام نفسي وانهيار لكل مقاييس السعادة في الحياة حتى لو حاولنا أن نظهر عكس ذلك.

ولكن هناك للأسف اعتقاد خاطئ قد ترسخ مع الوقت في أذهان ونفوس أغلبنا ألا وهو أن رغبة الإنسان في تحقيق أي شيء شخصي.. أنانية! لذا أصبحنا بكل أسف نتفنن في تحطيم قلوبنا وحرمان أنفسنا من الأمنيات والرغبات الخاصة مفضلين الألم الذي يسببه لنا ذلك على سوء ظن الآخرين بنا.

ولكن ما تجهلينه سيدتي هو أن تحقيق الرغبات المشروعة والمعتدلة يعد من أول وأهم أساسيات الحياة الحقيقية المستقرة ودعائمها، ومن هنا يصبح من المنطقي والطبيعي أن تسعي دائماً وتحاولي تحقيق ما ترغبين فيه حقاً…

اطمئني.. أنت إنسانة طبيعية مثل باقي البشر!

يؤكد أغلب خبراء علم النفس على أن البشر جميعاً قد خلقوا وبداخل كل منهم مواهبه وقدراته الخاصة وميوله التلقائية للأشياء التي يريد القيام بها وما يود أن يكون عليه. ويضيف بعض العلماء على ذلك أن هناك بالتأكيد جزءاً ما في تكوين الإنسان هو المسؤول عن تخزين الرغبات ومحاولة التحكم فيها وإخراجها إلي الواقع.. وسواء كان هذا الجزء هو العقل أو القلب أو الروح، فهو يدفع الإنسان إلى محاولة تحقيق تلك الرغبات لأنها ترتبط بشكل كبير بإحساسه بالمتعة والسعادة عندما يحصل على ما يشعر أنه يستحقه.

وتحقيق الإنسان ولو لشيء واحد يرغب فيه يومياً عادة ما يجعل الحياة أسهل و أمتع بكثير. ولكنه للأسف قد تعود على النظر لمحاولة تحقيق رغباته الشخصية على أنها محاولة محفوفة بالفشل وقد تجلب له الكثير من النقد واللوم ممَن حوله. وللأسف تلعب التقاليد والأعراف دوراً كبيراً في هذا الشعور، فقد يحرم الإنسان نفسه من تحقيق رغبة ما حتى ولو كانت مشروعة وعادية بسبب التقاليد التي نشأ عليها أو نظرة المجتمع له.

انتقاد الغير.. طبيعة بشرية

وفي الوقت الذي قد نعذب فيه أنفسنا ونشغلها بما يشعر به مَن حولنا فنقوم بكبت رغباتنا وحرمان أنفسنا منها من أجلهم، نجدهم بالرغم من كل ذلك ينتقدوننا! نعم فالناس عزيزتي يلومون لأنهم قد تعودوا على اللوم و النقد ومهما فعلت وضحيت وأعطيت فلن يغير ذلك من الأمر شيئاً لديهم..

لذا عليك أن تتوقفي للحظة وتتأملي الموقف.. إن كان الناس ينتقدونك وأنت تضحين من أجلهم، أليس من الطبيعي إذاً أن يزيدوا من ذلك عند اهتمامك بأمر خاص بك أو عند تحقيق رغبة شخصية لك؟!

البداية بداخلك..

وهناك أسطورة قديمة توضح تلك النظرية وتروي قصة عالم سأله تلميذه عن كيفية تحقيق الصفاء الداخلي للنفس، فأجابه بأنه إذا رغب فيه حقاً واعتبره حقاً ومطلباً طبيعياً تماماً كالماء والهواء فسيحصل عليه بالتأكيد.

ومن هنا نؤكد على أن الإنسان يجب أن يتعلم أولاً أن يرغب بصدق فيما يريده حتى يعتبره حقاً له وحينها فقط لن يخجل أبداً من محاولة تحقيقه.

ولكن احذري..! فقد تواجهين عزيزتي عند بداية ممارستك لتلبية احتياجاتك الشخصية أحاسيس كالشعور بالذنب والأنانية وعدم المبالاة بمشاعر الآخرين… تجاهليها وامضي في رحلة تصالحك مع نفسك غير مكترثة إلا بما تعتقدينه صواباً ما دمت مقتنعة تماماً بأمانتك مع نفسك وضميرك وأنك قد أعطيت كل ذي حق حقه..

غيري حياتك بحثاً عن السعادة..

وما دمنا الآن قد تحدثنا عن الحقوق، فلابد أن نؤكد على أن الحق الطبيعي لكل إنسان هو أن يبحث عن السعادة لنفسه ويحصل عليها وهو ما لا يحدث إلا بالتغيير.. لنأخذ على سبيل المثال وظيفتك إن كنت تعملين: هل أنت راضية عنها؟ هل هي حقاً ما تريدين القيام به؟ وإذا كان الجواب لا.. فما هي حقيقة رغبتك؟ و ما الذي تودين حقاً القيام به؟ ابحثي حولك عن أحب الأشياء والنشاطات إلي نفسك.. ما الذي تتوقين وتشتاقين لفعله دائماً؟ هل هي الكتابة؟ أم التصميم؟ أم التجميل؟ أم الحسابات؟ أم الطبخ…؟! لا تخجلي من رغبتك مهما كانت نظرة من حولك لها بل تحدي الظروف والتقاليد العقيمة ما دام ما ترغبين فيه عملاً شريفاً حلالاً وله قيمة. وتأكدي من أنك ستشعرين عند تنفيذه أنك تعيشين لأول مرة في حياتك.

لا تتعجبي سيدتي.. ألم نسمع كثيراً عن مشاهير وأصحاب مهن رفيعة كانوا في أعماقهم لا يستمتعون بتلك المهن التي كان يحسدهم عليها الكثيرون..؟! ألم تسمعي يوماً عن طبيب مشهور ترك مهنته وأصبح كاتباً، أو رياضياً، أو مفسراً للأحلام، أو داعية ديني، أو حتى طباخاً في أحد الفنادق..؟!

وما العيب سيدتي إن ترك هؤلاء الأشخاص مهنهم الأصلية واتجهوا إلى حقيقة ما يرغبون في عمله فأبدعوا فيه وأفادوا أنفسهم ومَن حولهم..؟ وتذكري دائماً أن السعادة التي حصلوا عليها جاءت نتيجة لحظات قضوها في تصالح وسلام مع النفس..

ولكي تنجحي أنت أيضاً سيدتي في العثور على سعادتك، نقدم لك أربع خطوات تساعدك على تحديد واكتشاف رغباتك الحقيقية واستقبالها بلا دهشة أو استغراب ومحاولة تحقيقها بحماس وجرأة. جربيها.. ومارسيها لأيام وأسابيع وشهور وسنين، حتى ينتهي بك الأمر إلي تحقيق أفضل ما هو مقدر لك بإذن الله..

السكون النفسي يؤكد حقيقة ما ترغبين فيه..

– الخطوة الأولى:

تعتبر تلك الخطوة هامة وضرورية جداً حتى تصبحي متأكدة من إحساسك وتدركي الحقيقة المطلقة لما تريدينه لذا..

– هيئي لنفسك جواً من الثبات والهدوء حتى يصبح من السهل عليك تحديد رغباتك واكتشافها والبدء بالتصريح بها لنفسك.

– خذي فترة راحة واسترخاء لمدة 15 إلي 20 دقيقة يوميًا في مكان هادئ و مريح للأعصاب، ولا تقومي خلال هذه الفترة بأي نشاط. قد يكون هذا المكان هو غرفة نومك أو سيارتك أو غرفة القراءة في المكتبة أو مكان هادئ تسيرين فيه.. المهم أن تختاري مكاناً يساعدك على حماية نفسك من أي تدخلات خارجية قد تعكر سكونك.

– إبدئي بعد ذلك بالتركيز على إدراكك لحقيقة ما أنت عليه وما ترغبين في أن تكوني عليه. تحركي منطلقة من حالة السكون التي دخلتِ فيها لتوكِ وواجهي حقيقة مشاعرك التي كنتِ تخشينها أو كنت تجهلين وجودها من الأساس.

– امنحي تلك المشاعر فرصة لتعبر الحاجز بينك وبينها فتروي لكِ قصتها منذ نشأت وحتى قمت بكبتها داخل سجنك الذاتي، فينشأ نوع من الود والألفة بينكما وتبدئي في النظر إليها على أمر من الطبيعي أن يحدث في حياتك..

الأمانة مع النفس أول خطوات التحرر..

– الخطوة الثانية:

– كوني أمينة مع نفسك، اكتشفي حقيقة رغبتك، وتعمقي أكثر في تفاصيل الأمور التي تتوقين إلي القيام بها وتظنين أنها منطقية وليس بها خطأً. فبعد نجاحك في خلق جو من السكون لنفسك لا بد وأن تتعودي على الأمانة المطلقة مع الذات حتى تستطيعي التجرأ والتصريح برغباتك.

– معرفة الحقيقة هي أول و أهم الخطوات، لأنك غالباً ما كنت تضطرين إلي الكذب على نفسك و إقناعها بأن ما أنت عليه هو الصواب والأنسب لكِ و لمن حولك. والسبب في ذلك بالطبع قد كان خوفك من النقد أو اللوم عند محاولة الخروج عن العرف أو التقاليد حتى ولو كانت غير صحيحة.

– أمانتك مع نفسك ستحررك من الرهبة التي تقيدك وتوهمك بأنك لا تريدين التغيير، وأن ما تشعرين به من تعاسة ما هو إلا وهم لغريزة قد سيطرت عليكِ ستدمرين نفسك ومَن حولك باتباعها. في حين أن الوهم الحقيقي هو في اعتقادك بأن التضحية بنفسك وبرغباتك مقابل ما يرغب فيه الآخرون هي قمة المثالية والكمال..

لن تحصلي أبداً على شيء لم تطلبيه..

– الخطوة الثالثة:

– انتهزي الفرصة وانتزعي لنفسك أول رغبة حقيقية ترد إلي ذهنك مهما كانت تبدو بسيطة أو عادية.. فالرغبات عادة ما تكون قابعة في الأعماق على شكل خط متشابك نوعاً ما، والنجاح في تحقيق رغبة ما سيقودك لاكتشاف وتحقيق الأخرى التي تليها، ثم التي تليها.. وهكذا حتى تصلي يوماً ما دون قصد الى تحقيق شكل حياتك الذي كنت تحلمين به.

– وتأكدي عزيزتي أن أي أمنية صغيرة ترغبين فيها حقاً وتشعرين بصدقها سوف تمنحك بتحقيقها نقطة البداية التي تنطلقين من خلالها في طريقك نحو نصيبك من السعادة التي تستحقينها وقدرها الله لكِ من الأساس. فقد سُئلت إحدى السيدات عن التفكير في شيء تريده حقاً وتتمناه.. أي شيء مهما كان.. فأجابت بخجل أنها تتمنى حقاً لو يغير زوجها من طريقة تصفيفه لشعره! لقد كانت هذه المرأة تظن في أول الأمر أن أمنيتها سطحية وسخيفة، ولكنها حين تعمقت فيها وفيما تنطوي عليه وجدت أن تحققها سيغير كثيراً في شكل زوجها وبالتالي في شكل علاقتها به ونظرتها له.

– وكذلك أنت سيدتي.. لا تندهشي من رغباتك وأمنياتك أو تتفهي منها مهما كانت بسيطة أو غريبة، بل حاولي على العكس التركيز عليها لمجرد كونها شيئاً تريدينه بشدة وبصدق فينتهي بك الأمر وأنت مقتنعة بحقك في المطالبة بها.

حلمك الحقيقي يمنحك سلاماً نفسياً..

توقيع ظ…ط¹ظ„ظ… ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ†ظپط³

 

سامحت كلّ اللي جرحني و بحته.!
الله يبيحه مآ . أبي منه / تبريـر
واللي معه قصّرت . و إلا جرحته ؟
أبيه يسامحني . على كلّ . تقصير

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.