لمنظومة التربوية محرار النمو الذي تتطلع إليه كل الشعوب ، صنع ذاك الإنسان الذي ينتظره المجتمع قادر على تحمل المشعل ، فإعطاء كل واحد من أطفالنا حقه في النجاح في إطار تسوية الحظوظ بين الجميع .
ومن هذا المنظور ظهرت نظرية الرأسمال البشري ، إذ أصبح قطاع التربية والتعليم أهم القطاعات الفاعلة في التنمية وبالتالي فغايات التعلم تعبر عن رغبة المجتمع أي التقريب بين الواقع المعيش والواقع المدرس وفق إنتظارات المجتمع ولتحقيق هذه الغاية يجب مراعاة ما يلي : – دمقرطة العملية التعليمية. – الاحتفاض بالمتعلم بالمدرسة أكبر فترة ممكنة. – تقليص نسبة الهذر المدرسي. – التعليم الجيد. ففيما يخص العملية التعليمية هي حق لجميع أبناء الوطن بغض النظر عن الوضع الاجتماعي و الاقتصادي ، بمعنى أن المدرسة ليست مؤسسة إيديولوجية يرتكز واجبها السهر على حماية وديمومة الطبقة المسيطرة ، فمن حق كل مواطن الحصول على مقعد دراسي وفي ظروف ملائمة تحترم إنسانية الإنسان وحقوقه الكاملة في التعلم، وبذلك نضمن الاحتفاض بالمتعلم مدة أطول داخل الفصول الدراسية وزيادة حظوظه في النجاح و التغلب على الصعوبات التي قد تواجهه ، ولذلك فالجميع معني بهذه العملية ، بداية من الأسرة التي وفي نظري تتحمل المسؤولية الكبيرة في مواصلة المتعلم تعلمه أو العكس بحكم أنها الخلية الأولى التي تتشكل فيها قيم ومعارف الطفل وتصوراته حول العالم المحيط به خصوصا نظرته للمدرسة والتي نرى أنها تختلف من وسط لآخر بالتشجيع والترغيب فيها أو الترهيب منها، كما أن الأسرة هي الملجأ الأول و الأخير للطفل ليفرغ كل همومه وهواجسه ومخاوفه ومغامراته عندما يركن إلى حضن أمه أو عندما يضع رأسه على وسادته في نهاية يوم مليء بالمستجدات ، أما الشارع فهو بدوره مكون أساسي من مكونات العملية التعليمية ومع كامل الأسف فالشارع المغربي مازال غير ناضج فهو لا يحمي الطفل ولا يعلمه القيم التي قد تطور مداركه فكلمة شارع تثير عندنا الكثير من الريبة وتلتصق به كل الصفات السيئة في حين نلمس أنه وفي نظري المحترم يمكن أن يكون وساطة تربوية مهمة ففي الشارع الأقران إذ تقع تجارب لا يمكن القيام بها في المدرسة ولا البيت ، وأخيرا المدرسة التي نلصق بها كثير من المسؤوليات يجعلها تقوم بوظيفتها وهي متوترة فيقع عسر هضم في العملية التعليمية خصوصا وأنها تتعامل مع الكائن البشري الذي يأتي المدرسة مشحون برواسب وشوائب عليها إعادة تشكيله من جديد حتى يتكيف وينسجم مع ما تصبو إليه المؤسسة وبالتالي فنجاع العملية قد يكون أكثر ضمانا ، ومن تم نتجنب ظاهرة الهذر المدرسي والتي ترتبط ارتباطا وثيق بالعناصر الثلاثة السالفة الذكر الأسرة (الفقر –المشاكل الأسرية – الطلاق…) الشارع ( رفاق السوء – فضاء للهروب من البيت ومن المدرسة – فضاء للترفيه – التعبير عن المكبوتات…) وأخيرا المدرسة ( قهر – تسلط – ومقررات كثيرة – أوامر كثيرة…) وفي الختام على الجميع تحمل مسؤوليته سواء الأسرة أو الشارع( والذي تتحمل جمعيات المجتمع المدني تأطيره وجعله فضاء يعكس المواطنة الحقة ) وأخيرا المدرسة والتي يجب أن تقوم بدورها بنوع من السلاسة في إطار ديمقراطي يسعي إلي تكوين الفرد القادر على مواجهة مشاكل الحياة في عالم يتميز بالبقاء للأقوى وليس مجرد مكان لشحن المتعلمين بالمعارف والتي بمجرد ما يغدر أبواب المدرسة يتم نسيانها . |