تخطى إلى المحتوى

أعينوا أولادكم على بركم ..!

السلآم عليكم ..

مسـآكـم جـوري ..

أعينوا أولادكم على بركم ..!

إنه لمن المحزن حقا أن نجد الأبناء غير بارين بآبائهم بل عصاة جاحدين وخاصة أن كل أب وكل أم يعتقدان اعتقادا راسخا أنهما يبذلان كل ما فى وسعهما من أجل أبنائهما بل يضحيان من أجلهما كثيرا ثم لا يجدان سوى النكران والعصيان ولكن تعالى سيدى لنمعن النظر قليلا فى هذه المسألة فهل حقا الأولاد ينشئون جاحدين من تلقاء أنفسهم أم لنا دور كبير فى خلق مثل هذا الجحود وهذه الأخلاقيات ولذلك أنا أدعوك الآن لتحليل مشكلتك ، ثم أترك لك الحكم فى النهاية .

نجد هذه المشكلة تتكون من ثلاثة أجزاء :

1- إحساسك بعدم حبك لابنتك لعدم طاعتها لك وليس هذا ماتحسه وتشعر به تجاه باقى أخوتها فهم مطيعون ومهذبون بحد تعبيرك

2- سلوك الابنة من عصبية وتمرد وشراهة فى الأكل والتبول ليلا

3- مساعدة الأم لها على تمردها ضدك

أما الجزء الأول من المشكلة فهو إحساسك بعدم الحب لابنتك وقد أجبت أنت على هذا الجزء من السؤال أو تضمن هذا الجزء المشكلة والحل فى نفس الوقت فالسبب فى عدم حبك لابنتك هو عدم طاعتها لك وتمردها عليك معنى هذا أنك لا تبغض الابنة فى حد ذاتها وإنما تكره أفعالها فإذا هى تخلت عن هذه الأفعال فسوف تستعيد ابنتك بالطبع وحبك لها وهذا ما سوف نساعدك فيه إن شاء الله

أما الجزء الثانى وهو سلوك الابنة من عصيان وتمرد وشراهة فى الأكل بل والتبول ليلا فهو لب المشكلة فى وجهة نظرك وأسباب هذه السلوكيات متعددة وكثيرة لكنك أوضحت جزءا خطيرا منها وهذا ما يجرنا للجزء الثالث من المشكلة ألا وهو مساعدة الأم للابنة فى هذا التمرد ومخالفة أوامرك وأنا أعتقد أن هذا هو لب المشكلة ، فيتضح من الأمر أنك وأولادك المطيعين كونتم حزبا والأم والابنة كونتا حزبا آخر وهذه هى الكارثة الحقيقية فكيف تتصور وجود أطفال أسوياء فى مثل هذا المناخ الأسرى فهذا التعارض وهذه الازدواجية فى التربية من شأنها أن تفسد عليكم الحياة الأسرية السوية وإذا أردت علاج الابنة فلابد على الفور إصلاح

هذا الوضع بينك وبين زوجتك ولذا يجب عليك :

1- مناقشة الأم على انفراد فى الأسباب الحقيقية وراء تحالفها مع الابنة ضدك وتحاول جاهدا أن تعالج هذه الأسباب وثق أن هذه الخطوة من شأنها أن تحل جزءا كبيرا من مشكلتك مع ابنتك .

2- ثم توجدا طريقة تتفقان عليها كأسلوب موحد فى التربية ولا تتعارض أوامركما لأولادكما فلا يصح أن تطلب أو تأمر أمرا ثم تعارضك فيه زوجتك على مرأى و مسمع من الأولاد ولا يحدث العكس بالطبع وإذا اختلفتما فعليكما مناقشة ذلك على انفراد أولا

3- عندما تجد الابنة هذا الموقف منكما فلن تحاول اللعب على هذا الوتر مرة أخرى وفى بادئ الأمر ستجد عنادا شديدا منها لكن عليك أنت وزوجتك الصبر حتى تمر هذه المرحلة بسلام خاصة أنها لن تستوعب بسهولة هذا التحول فى شخصيتك وشخصية الأم لذلك يجب التلميح لها من وقت لآخر بأن كل إنسان معرض للخطأ ، والعيب كل العيب أن يستمر عليه ولا يحاول تصحيحه ويمكن أن تؤكد لها ببعض العبارات فى جلسة تجمع بينكم أنتم الثلاثة فقط ( أنت والزوجة والابنة )بأنكما ستحاولان جاهدين أن تكونا نعم الأبوان كأن تقول " ربما لا نكون الوالدين المثاليين لكم لكننا مما لاشك فيه أننا نحاول أن نكون ، كما أننا نحبكم حبا جما ونتمنى لكم كل السعادة وأننا نحاول أن نصل إليها معكم "

4- حاول إيجاد علاقة إيجابية بينك وبين الابنة بمساعدة الأم وذلك من خلال التنزه مع الأولاد جميعا وإقامة بعض الرحلات وتساعد الابنة فى تنظيمها مع أخوتها كما تدار حوارات بينكم جميعا حول أهم القضايا التى تشغلهم ، لابد أن تجد الوقت للاشتراك معهم فى اللعب .

5- اهتم بدراستهم وحاول أن تساعدهم فيها وخاصة الابنة

6- خصص لابنتك ( وكذلك مع كل أبنائك )وقتا لحديث ودى بينك وبينها أو للتنزه معها وحدها ( وحاول ذلك أيضا ًمع أبنائك كلهم حتى لا يحسوا بالتفرقة فى المعاملة )من خلال ذلك أشعرها أنك قريب من أفكارها وتتفهم احتياجاتها

7- هذه الفترة حرجة فى عمر الفتيات فابنتك إن لم تكن بلغت فهى على وشك ذلك وأقرب إنسان لها فى هذا الوقت هو الأم فإذا لم تفهم الأم طبيعة هذه المرحلة واحتياجاتها فستكون العواقب وخيمة فعليكما شراء بعض الكتب التى تتحدث عن هذه المرحلة ويمكنك الاستعانة بأى كتاب فى علم نفس النمو فمن خلاله ستتعرف أنت وزوجتك طبيعة هذه المرحلة واحتياجاتها ومثل هذه الكتب متوفرة وسهلة وبسيطة

8- كل ما سبق سيساعد جدا فى فهم شخصية الابنة ويساعد فى خفض حدة توترها وعصبيتها وأنا أؤكد على أهمية تعاون زوجتك معك ، نصل الآن لمشكلتى الشراهة فى الأكل والتبول ليلا أما مشكلة الأكل – وربما لاتكون مشكلة على الإطلاق لأننى لاأعلم تماما ما معيارك فى الأكل المعتدل ومعيارك فى الإفراط فيه – على أية حال إذا كانت هناك مشكلة فهى ترجع فى الغالب إما لأنها فى فترة البلوغ أو على وشك كما ذكرت من قبل وهى فترة تتميز عند بعض الفتيات بالإقبال على الأكل أو أنها نتيجة لتوترها فهى تفرغ هذه الشحنة فى عملية الأكل ولذا فإنك إذا قمت باتباع ما سبق فسوف يساعد هذا على حل هذه المشكلة وأما مشكلة التبول ليلا -وهو ربما من الأسباب التى تزيد من حدة الفتاة وعصبيتها- فقد تكون المشكلة عضوية ولذا أنصح باستشارة طبيب متخصص ، أو تكون المشكلة نفسية سببها ما قد ذكرت من قبل ، وقد تكون مشكلة عضوية فى الأصل وسببت مشكلة نفسية كان من نتائجها العصبية والتوتر وساعد على حدتهما العوامل الاجتماعية السابقة
أخيرا سيدى لا أجد ما أختم به رسالتى لك إلا هذا القول المأثور" أعينوا أولادكم على بركم " فاخلق الجو المناسب لهذا تجدهم بإذن الله قرة عين لك ولزوجك …

توقيع ظ†ط´ظ…ظٹظ‡ ط§ظ„ظƒظˆظٹطھ

 

فـــديـــت مغـناـطـيـسـي

وما نيـل المطـالب بالتمنـي ولكــــــــن تؤخذ الدنيا غلابــا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.