تلك الابنة التي أهداها الله إليك نعمة يجب أن تحفظيها، فلا تنسيها وأنت في انشغالاتك الكثيرة،فعندها الكثير الذي تريد أن تقوله، ولن تجد أأمن من قلبك ليحتويها، اجعليها تفر إليك وليس منك، لا تتركيها لصديقاتها تستمد منهن معلوماتها وتشكل منهن شخصيتها، لا تتركيها لهن يملأن عقلها الصغير بأحاديثهن الخالية من العقل والحكمة، لا تتركيها للخادمة تأخذ عنها عاداتها الغريبة عنا فتقلدها وتكون بديلا لها عنك، لا تتركيها تنظر حولها فلا تجدك وتجد غيرك يتربص بأي إيماءة أو إشارة منها فيحل محلك في قلبها الصغير.. اسمعيها بكل اهتمام.. صادقيها.. املئي فراغا في عقلها التواق إلى معرفة كل شيء يدور حولها، وقلبها المتلهف إلى رقتك وحنانك.. مديها بالمعلومات الصحيحة عن كل ما يناسب سنها ولا تخجلي، فمن تصادقين غير ابنتك، تلك الوديعة التي سيسألك عنها الله.. اغرسي فيها الثقة بأنك تملكين كنز الدفء والحماية، ومصدر المعلومات التي تحتاجها دوما ومالا تجدها إلا عندك، فلا تحتاج أن تلجأ لغيرك، وتلجأ إليك في كل صغيرة وكبيرة.
اسأليها بلهفة وشوق عن أحداثها اليومية، واظهري اهتماما، بل بالغي في الاهتمام بأحاديثها المرحة وحكاياتها التي لا تنتهي، واقصصي عليها بعضاً من أخبارك مع صديقاتك كي تكسبي ثقتها.
وإن أخطأت أو فعلت ما لا تتوقعين فحدثيها بهدوء، ولا تغيري نبرة صوتك، وأخبريها بكل حكمة أن هذه عادة البشر، يخطئون ويعودون، حتى لا تفزع منك وتلجأ إلى الكذب والحيل وإخفاء ما في نفسها عنك فيكبر الخطأ وقد يؤدي إلى كارثة.
اسقيها الدين ببساطة وحلم ورغبة ليمتلئ قلبها بحب الله وخشيته.. ارفقي بابنتك ولا تخرجيها من عالمك إلى دنيا مفتوحة على مصراعيها قد تتوه فيها ولا تستطيع الرجوع.
تعالي معنا لتعرفي خطوات كيفية الاهتمام بابنتك
12 خطوة لتصادقي ابنتك
1- ابنتك وديعة أودعها الله عندك:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته…" إلى آخر الحديث الشريف.
واعلمي أن تلك الوديعة الغالية سيسألك الله عنها، وإذا أحسنت لها فقد تكون سببا في دخولك الجنة ورضا الله عنك، فاقبليها بالرضا وتقبلي شخصيتها كما هي، فكل طفل يولد بشخصية تميزه، لها خصائصها ولها عيوبها.
وتذكري دائما خصائصها وركزي عليها, وهوني من عيوبها وعالجيها بالصبر والحكمة..
ويجب أن تعلمي أن ابنتك ليس من الضروري أن تشبهك سواء في الشكل أو في الصفات، فمِنَ الأمهات مَن تشتكي مِن أن ابنتها لم تأخذ منها شيئاً، وتظل طوال الوقت ساخطة، وتتعامل معها على أساس هذا المفهوم الخاطئ بالطبع، ولا تريد أن تغيره، مما يولد نوعاً من الحاجز بينها وبين ابنتها، فلا تكوني هذه الأم،لان التربية الصحيحة تبدأ بالرضا، فأصحاب النفسية السوية يتمتع أبناؤهم بالسلام النفسي والطمأنينة والأمن.
2- ناديها بأحب الأسماء:
فطرت البنات على حب الجمال والتزين، وإظهار الجانب الجميل فيهن والدلال، ويحببن من يدللهن ويثني عليهن، فلا تحرمي ابنتك من هذا الدلال المحبب إلى نفسها، نفس الأنثى الصغيرة التي تألف الكلام الجميل، ومن يدللها غير أمها التي هي أحب الناس إلى قلبها الرقيق، فناديها بأحب الأسماء إليها واثني على صفاتها الجميلة بشيء من الاعتدال بغير تفريط حتى تملئين قلبها بحبك الذي يفتح أمامك الكثير من حبها وثقتها.
3- كوني لها الصديقة: في سن تعد له الأمهات العدة والعتاد, خصوصا إذا كانت الأم عندها ابنة مراهقة، أي في المرحلة العمرية التي تصاحبها تغيرات في الجسم والشخصية، حيث تضطرب شخصية البنت، وتصبح معالم الطريق أمامها غير واضحة، وتتسم بالعاطفية الشديدة والحساسية المفرطة، وتصبح كثيرة الشكوى والبكاء.
والأم الواعية تفهم هذه الفترة وتستوعبها جيدا، وتمهد الطريق من قبلها لمد جسور التواصل مع ابنتها، وإقامة صداقة متينة بالحوار الهادئ والاستماع الجيد متسلحة بالحب والحنان والاحتواء واقتناص الوقت لها وإشعارها دائما بحبها، فالابنة في هذه السن تحب التحدث والتعبير عن نفسها، وإيجاد الاهتمام بما تقوله، فاشعريها بهذا الاهتمام وتحلي بالصبر والتفاهم.
4- تكلمي معها عن أخطائك:
كثير من الأمهات تأخذهن العزة فلا يذكرن أبداً أخطاءهن لبناتهن، فهن لا يخطأن أبداً وكأنهن لسن بشراً، وهذا المفهوم خاطئ جداً، لأنه حين تخطأ الابنة ستستعظم خطأها، لأن مفهومها عن أمها أنها لا تخطئ أبداً، فتخاف أن تحكي معها عن أخطائها، فلا تكوني هذه الأم، وتكلمي مع ابنتك أثناء جلسات الود والصداقة بينكما، وحدثيها عن عيوبك، وكيف أنك أحياناً تخطئين ثم تعودين، فهكذا البشر دائما يعودون لأن بداخلهم بذرة الخير، حتى لا تفزع منك ابنتك وتخفي عنك أخطاءها التي قد تتفاقم وأنت لا تشعرين.
علميها أن تتعلم من أخطائها وأن في الطرق دائما عثرات، ولكن علينا أن نتلافاها وإن سقطنا فيها يجب أن نقوم من جديد.
5- لا تلتفتي كثيرا إلى عيوبها:
من منا خال من العيوب.. تذكري وأنت في عمر ابنتك كم اقترفت من أخطاء، وكم شقي معك أهلك، وكم قاموا بتصويب أخطائك، وكم قاموا بعقابك، فهكذا ابنتك بها عيوب، لكن لها أم قلبها كبير، وكلها رحمة وصبر وغفران وتسامح، هكذا يجب أن تكوني، أي يجب أن تفتحي لابنتك دائما باب الصفح.
لا تركزي على أخطائها خصوصا أمام الآخرين، فهذا له تأثير سلبي جداً عليها فإن كان اللوم يجب أن يكون بينك وبينها مع وعد منها أن تتلافى هذه الأخطاء في المستقبل ..لتحفظي دائما الود والحب والعلاقة الجميلة بينكما.
6- أنت كنز المعلومات لها:
إن للقراءة والاطلاع مكاناً مهمّاً في زمن لا يقف في تدفق معلوماته عند حد زمن التكنولوجيا والابتكارات الحديثة والاتصالات والتقنيات الحديثة، فكوني الأم المثقفة الواعية التي تواكب كل حديث وتعي كل ما يحدث حولها.
تعلمي كل شيء حديث، لغة وكمبيوتر وإنترنت، حتى يتسنى لك أن تعرفي كل شيء تتعامل معه ابنتك لتواكبي عصرها، ولتكوني مصدراً لمعلوماتها حين تحتاج إليها.
7– التدرج في المعرفة الجنسية حسب سنها:
ففي سن معينة تحدث تغيرات للبنت تصاحب فترة البلوغ فلا تجعليها تتفاجأ بأشياء لا تفهمها ولا تعرف عنها شيئاً.. والأم الخبيرة الواعية تتدرج مع ابنتها في معرفة هذه التغيرات التي تحدث لجسمها الذي انتقل من حالة البنت الصغيرة إلى فتاة على أعتاب الأنوثة، وهذه المرحلة تحتاج إلى أسلوب خاص في تعريف الابنة هذه المعلومات الجديدة عليها بأسلوب علمي مغلف بالدين يصل إليها بشكل صحيح، وعلى أنه علم يجب أن تعلمه بدلا من أن تلجأ إلى مصادر أخرى لتعرف منها مثل الكتب أو صديقاتها، وقد يمدونها بمعلومات غير صحيحة، مما يؤصل في نفسها مفاهيم خاطئة قد تؤثر على حياتها بعد ذلك.. فكوني دليلها الذي تثق به، ولا تحتاج معه إلى دليل آخر.
8- تأثير الصديقات
يتفاقم التأثير السلبي للصديقات في هذه الفترة الحساسة من عمر ابنتك فتجديها تتأثر كثيرا بأفكارهن وطريقة لبسهن وتنجذب إليهن انجذاباً شديداً، وإن لم يكن للأم مكانة مميزة عند ابنتها تنسحب الابنة إليهن، وتستقي منهن كل شيء، وتعرف منهن كل شيء سواء كانت هذه المعرفة إيجابية أو تشدها إلى طريق آخر.. وعلى الأم أن تتعرف على صديقاتها وأسرهم، وتحاول إيجاد جو من الصداقة العائلية بينهم ولا تتصيد لها الأخطاء، وتسمع لها، وتضحك معها، وتحزن إذا أصابها ألم، وتتكلم معها كثيراً، فهكذا يفعل الأصدقاء.
بتنمية قدرة ابنتك على الاختيار تصبح عضوا مؤثراً في مجتمعها.
9- امنحيها حق الاختيار:
إن منح ابنتك حق الاختيار في الأشياء التي تعنيها مع بعض النصح منك والتوجيه ,يفيد في تنمية شخصيتها وقدرتها على اتخاذ القرارات في المستقبل حين تختار زوجها, أو طبيعة دراستها أو نوع العمل الذي ترغب في الالتحاق به، فتكون لها شخصيتها المؤثرة في المجتمع وتكون عضواً نافعاً فيه.
10- حببيها في القراءة:
القراءة هي التي تثقلنا وتنمي شخصيتنا، فمنها أخذنا معلوماتنا، ومنها تعلمنا كيف نربي أبناءنا، فاختاري مع ابنتك الكتب أو القصص التي تحب قراءتها، وانقلي لها خبرتك في القراءة.. علميها كيف تقرأ ما يفيدها ويضيف إليها وينمي ويثقل شخصيتها، وكيف تبحث وراء ما تريد، واجعلي القراءة عادة يومية تخصص لها وقتاً، واقرئي معها لتشجعيها، واجعلي لها ميزانية مخصصة، وكوني معها مكتبة تضم أجمل الكتب وأنفعها لتتعلم قيمة العلم والمعرفة.
11- بسطي لها الدين:
الدين هو الفطرة الطيبة التي خلقها الله فينا، والبذرة التي تحتاج إلى رعاية.. نمي فيها هذه البذرة لتزهر نبتة طيبة ترضين عنها ويرضى عنها الله، علميها أن رضا الله هو سبب تواجدنا على هذه الأرض، وأن كل شيء نفعله هدفه الأساسي هو الله.. علميها أن تقرأ في الدين بعقل واعٍ متفتح بعيداً عن التشدد وبعيداً عن التفريط، ساعديها في اختيار ما تقرأ بانتقاء الكتب التي تشرح الدين بشكل مبسط وصحيح بعيداً عن التعقيد، وأن ترجع دائماً إلى الأصول ولا تسأل إلا أصحاب المعرفة والرأي، علميها أن تطبق ما تقرأ حتى يتوازن العلم مع العمل، وأن الدين المعاملة هو مبدأ أساسي في الدين.. ولا تكثري عليها الفروض والواجبات، ولكن تدرجي معها حتى لا تمل.
12- كوني لها القدوة
دائماً ما تنظر البنت لأمها نظرة الاجلال والاحترام والقدسية، فلا تفرطي في هذه النظرة، وكوني لها دائماً القدوة في تعاملاتك، فلا يصح أن تطلبي منها خفض الصوت عند الكلام وأنت دائماً تصرخين في وجهها، ولا يصح أن تأمريها باحترام الآخرين وأنت تتعاملين مع الجيران مثلا بطريقة غير لائقة.
منقول بتصرف