تخطى إلى المحتوى

فنادق من الثلج تثلج قلوب السياح في أوروبا


احدى القاعات في واحد من اشهر فنادق الثلج في السويد

بعد أن تعرضت معظم أرجاء القارة الأوروبية لموجة صقيع غير مسبوقة، قد يعتقد البعض أن الأوروبيين شبعوا من منظر الثلوج وقسوة برودتها، إلا أن إحصاءات جديدة نشرتها بعض المواقع السياحية الخاصة بالفنادق الثلجية تؤكد عكس ذلك تماما، إذ تشير إلى زيادات قياسية في عدد نزلاء هذه الفنادق التي يتم بناؤها كاملة من الثلج، ليس ذلك فحسب بل يتم تأثيثها وتزيين ديكورها من الثلج وفقا لرؤية وفلسفة تقوم على فكرة أن الثلج نعمة ومادة «خضراء» صديقة للبيئة تعامل معها إنسان المناطق الباردة منذ بدء وجوده واستخدمها لسكنه والاستجارة بها من البقاء في الفراغ والعراء العريض ما أمكنه ذلك دون أن تضر ببيئته، فما إن تذوب الثلوج حتى تعود إلى أصلها مياها جارية دون التسبب في إحداث أي ضرر بيئي.
إن فكرة استغلال الثلوج كمادة للبناء ليست جديدة في حد ذاتها سواء في تلك الأبنية الثلجية البسيطة أو الفخمة إذ لجأت إليها الشعوب ساكنة المناطق الثلجية كمنازل يدخل الثلج في معظم تصميماتها بصورة عفوية فيما طورها وجعلها شكلا من أشكال التفاخر بعض الملوك والقياصرة ومن أشهرها القصر الثلجي الذي أمرت القيصرة آنا إيفانوفانا الروسية (1693 – 1740) ابنة بيتر الأول التي احتلت العرش 1730 حيث أمرت عام 1739 وحتى عام 1740 ببناء قصر من الثلج كجزء من استعداداتها للاحتفال بالانتصارات الروسية ضد تركيا. تم تشييد هذا القصر بارتفاع 20 مترا وعرض 50 مترا. كما تم تزيينه بكميات من الأشجار الثلجية والتماثيل بما في ذلك تمثال لفيل كامل من الثلج.

وفي بيانات أخيرة نشرتها إدارة الفندق الثلجي الوحيد بمنطقة شرق أوروبا، الذي يقع بمنطقة جبال فاغاراس بدولة رومانيا، فإن الفندق محجوز بالكامل حتى أواخر فبراير (شباط) القادم لجماعات سياحية قادمة من الجزر البريطانية، مع ملاحظة أن بريطانيا بالذات تسجل مدنها انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة لم تشهده منذ منتصف التسعينات ما أدى إلى إغلاق الكثير من المدارس وشل حركة السير والمرور وإقفال المطارات وإغلاق الأعمال.

ومعلوم أن الفنادق الثلجية وعددها لا يزال محدودا لا يتعدى 7 أو 8 موزعة على دول تعرف بشتائها القارس، تُبنى مع أول ثلوج تنهمر بغزارة بدءا من منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) وتظل مشيدة مأهولة بالنزلاء كشواهد حية على الرغبات في التغيير وإدخال الكثير من التحديث والتلوين على الأشكال السياحية النمطية ما يعكس بدوره مقدرات تجارية ومهارات معمارية عالية. تظل هذه الفنادق في معظمها قائمة حتى منتصف فبراير لتذوب تماما حتى آخر قطرة من جدرانها مع حلول موسم الربيع واقتراب دخول الصيف لتعاود مجموعات من الفنانين المتخصصين في الأعمال الثلجية والبنائين ورجال الأعمال إنشائها مرة أخرى من الصفر برؤية أكثر حداثة وتطورا عاما بعد عام مع حرص تام على توفير مختلف وسائل الراحة والترفيه الذي يعتمد في المقام الأول على الرياضات الشتوية والتزحلق على الثلوج والجولات وسط البراري المغطاة كاملا بالثلوج في حلل كاملة البياض الناصع باهر الجمال.

من جانبه يُعتبر الفندق الثلجي السويدي بمنطقة بجورلي هو الأبرد والأول في هذه النوعية الحديثة من الفنادق، إذ يعود تاريخه إلى عام 1989 حيث كانت المنطقة تستضيف معرضا فنيا لمنحوتات ثلجية، وبسبب الازدحام طلب بعض الضيوف أن يُسمح لهم بقضاء ليلتهم في صالة ذلك المعرض حيث ناموا واستيقظوا وهم آمنون سالمون بين المثلجات ومنها انطلقت فكرة إمكانية بناء فندق موسمي سنوي سجل نجاحا وتطورا عاما بعد عام بحيث أصبحت المنطقة من حوله تعيش على وجوده حتى صيفا حول نهر تورني الذي يُعتبر المصدر الأساسي لتوفير الثلوج التي يبدأ تجميعها ورصّها في شكل ألواح تُضغط وتُترك لتتجمد لتستخدم في بناء الفندق على مراحل، وما إن تكتمل مرحلة حتى ترحب بالنزلاء قسما تلو الآخر بدءا من مطلع ديسمبر (كانون الأول) وحتى نهايته حيث تكتمل عملية الإنشاء.

يضم الفندق بجانب الغرف والأجنحة، كنيسة تستقبل بجانب المصلين العرسان لمباركتهم وإكمال مراسم الزواج، بالإضافة إلى معرض فني للمنحوتات الثلجية. وعادة تسود الفندق درجات حرارة تتراوح بين 8 تحت الصفر وخمس تحت الصفر. ويُنصح النزلاء باستخدام ملابس داخلية من النوعيات الدافئة المميزة (ثيرمال) تساعد على تزويد الجسم بالدفء، وبينما ينام النزلاء في أسرّة ومرتبات مائية مثلجة فإنهم يستخدمون أغطية على شكل أكياس أو أكياس نوم مبطنة بالريش والفرو وجلود الحيوانات. وتوفر لهم أنواع وأشكال من الحمامات الساخنة والساونا مع مشروبات ساخنة تقدم وهم في أسرّتهم. من جانب آخر يُعتبر مطبخ هذا الفندق هو المكان الوحيد الذي لا يعتمد في بنائه على الثلوج، إلا أن الطعام يقدم فيه في صحون وأكواب مصنوعة من الثلج.

من جانب آخر يُعتبر الفندق الثلجي بدولة رومانيا الأحدث في سلسلة هذه الفنادق إذ تم تشييده عام 2024 وهو الوحيد من نوعه بمنطقة شرق أوروبا، ولكثافة الثلوج في المنطقة حول جبال فارقاس التي يصل ارتفاعها إلى 2034 مترا فوق سطح البحر، فإن الوصول إليه يتم عبر كابلات معلقة، وبسبب موقعه في أعالي الجبال وانخفاض درجات الحرارة يتم الاستفادة منه لفترات أطول تمتد أحيانا حتى الأول من شهر مايو (أيار).

وبجانب هذين الفندقين هناك فنادق ثلجية لا تختلف كثيرا عنهما في كل من كندا والنرويج وفنلندا، فيما تنتشر بكثرة الغرف والبنسيونات الصغيرة المبنية على شكل «إيغلو» أو المباني الثلجية كما عرفها أهالي الإسكيمو، وبالطبع فإن الإقامة فيها تُعتبر أرخص كثيرا حيث تقل مقاييس الرفاهية، ولكنها توفر دون شك المرح خلال العطلة السياحية فيكفي أن تجد نفسك تنام وسط ثلوج كثيفة تحيط بك من كل اتجاه، حيث يعمد المشرفون إلى كسر حدة بياضها أحيانا بحفلات شواء وسط تلك الفضاءات العريضة التي يكتنفها الهدوء والسكينة.

توقيع ظ…ط¹ظ„ظ… ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ†ظپط³

 

سامحت كلّ اللي جرحني و بحته.!
الله يبيحه مآ . أبي منه / تبريـر
واللي معه قصّرت . و إلا جرحته ؟
أبيه يسامحني . على كلّ . تقصير

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.