تخطى إلى المحتوى

تجربة سر النار الداخلية. الشافية لليوجا!!

[CENTER]سرُّ النار الداخلية أو الوهج الروحي… الشافي!

على رغم ذخائر المعرفة المتاحة اليوم، يبقى الإنسان كوناً محوطاً بالألغاز زاخراً بالطلاسم، لهذا السبب، يبقى الإنسان أخصب حقل للبحث، وأغنى منجم للتنقيب!.
وإحدى حقول البحث التي تجذب متزايد الاهتمام، تأثير عقل الإنسان على جسمه، وهناك عشرات الظواهر البشرية التي تشير من قريب أو بعيد، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إلى وجود تأثير للعقل على الجسم، لكن المحير بشأن هذه الظواهر جميعاً هو: إلى أي مدى يمكن أن يؤثر عقل الإنسان على جسمه، وكيف يمكن تحقيق ذلك التأثير وتوجيهه وجهة إيجابية؟!.
في دراسة أجريت حديثاً حول تأثير العقل على الجسم، كانت »اليوجا«، أو بالدقة من يزاولونها، موضع تمحيص وتجريب، فما هو الجديد الذي كشفت عنه دراسة »اليوجا«؟!.
د. عبدالرحمن عبداللطيف النمر
منذ آلاف خلت من السنين، كان يوجد في موقع »باكستان« الحالي حضارة تسمى حضارة »وادي إندس« Indus Valley، وقد ازدهرت تلك الحضارة فيما بين عام ألفين وخمسمائة قبل الميلاد إلى عام ألف وسبعمائة قبل الميلاد (????ق.م ????ق.م)، وقد اندثرت تلك الحضارة حول عام ألف وخمسمائة قبل الميلاد (????ق.م) عندما تعرضت لغزو »الآريون« «Aryans.>>
والآريون شعب يعتقد أنه كان يعيش في أواسط آسيا في تلك الحقبة من الزمن، وأنه تحرك غربا لغزو أوروبا وشرقا لغزو الهند، ومن الجنس الآري تنحدر سائر الشعوب الأوروبية.
الثابت من آثار حضارة »وادي إندس« أن »اليوجا« Yoga نشأت عندهم، ثم توارثتها الأجيال المتعاقبة في الهند كثقافة مميزة، والمتفحص لفلسفات الهند وثقافاتها يجد أن »اليوجا« تتغلغل بعمق، بحيث تكاد تكون حجر الزاوية في الفلسفة الهندية!.

اليوجا إذن فلسفة هندية، وهي فلسفة تصطبغ بطابع ديني، وقوامها التأمل وضبط النفس توصلاً إلى اتحاد الروح بالذات الإلهية! وتحقيقاً لذلك، تقوم »اليوجا« على الزهد والتقشف للانتصار على الأهواء والشهوات، وعلى تمرينات صارمة غايتها تمتع الإنسان بجسم وعقل سليمين وتعزيز سيطرته عليهما.

هذا هو لب اليوجا بشكل عام، بيد أن اختلافاً في نواح معينة يحدث تبعاً للثقافة الهندية التي تتبنى اليوجا، ففي الهندوسية، تركز اليوجا على السيطرة على البدن، بينما في البوذية، تهتم اليوجا بالتأمل وتحقيق الخلاص الروحي من الماديات.
ولم تحظ اليوجا بمكانة مرموقة في أي مكان بقدر ما حظيت به في هضبة التبت، و»التبت« Tibet »منطقة إدارية« (مقاطعة) في غرب الصين، تحيط بها سلسلة جبال »هيمالايا« و»كنلون« وقد غزت »البوذية« Buddhism عقول الناس في التبت في القرن السابع الميلادي، وتركت أثراً عميقاً هناك، إلى الحد الذي أدى بأحبار (أو رهبان) البوذية إلى الاستيلاء على السلطة السياسية في القرن الثالث عشر الميلادي!.
وفي بداية سيطرة الأحبار أو الرهبان البوذيين على السلطة في التبت، كانت المنطقة مقسمة إلى نصفين شرقي وغربي، وكان الراهب يلقب »لاما« Lama أما الحاكم فكان يلقب »دالاي لاما« Dalai Lama وفي ظل »دالاي لاما« الخامس، توحدت التبت عام ????م لتصبح أول دولة من نوعها في العالم تزاول اليوجا كرياضة يومية روحية، ويعتبر التمكن من ممارساتها سبيلا يرتقي بالراهب إلى السلطة السياسية وسدة الحكم! وقد استمر الحال على ذلك في التبت، إلى أن غزتها الصين عام ???? وفرضت عليها الحكم الشيوعي عنوة، ففر »دالاي لاما« وآلاف من أتباعه لاجئين إلى الهند، وعلى الرغم وجوده في الهند، فإن »دالاي لاما« الرابع عشر، آخر حكام التبت من أحبار البوذية، له تأثير قوي ونفوذ واسع بين سكان التبت!.

توقيع donia_2

 

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.