منتجعاتها الساحلية تجمع الأطلسي بالقناة الإنجليزية
ديفون ثالث أكبر المقاطعات الإنجليزية وأهمها على الصعيد السياحي لموقعها الجنوبي الغربي الممتاز على حدود مقاطعة كورنوول الجميلة والرائعة أيضا، وهي من أجملها وأكثرها شهرة بين السياح الأغنياء الباحثين عن نماذج من إنجلترا الجورجية والفيكتورية والتاريخ الطبيعي. إذ تضم المقاطعة العديد من البلدات التقليدية الصغيرة الساحلية والداخلية كما تضم عددا من المدن الهامة في الجنوب مثل اكستر التي تحتضن مركز مراقبة الأحوال الجوية في بريطانيا ومدينة بليموث الساحلية التي لعبت دورا كبيرا في خدمة البحرية البريطانية كالكثير من المدن الساحلية أيام الإمبراطورية البريطانية. والأهم من هذه الأماكن، أن المقاطعة تضم أوسع مساحة مفتوحة وغير مسكونة في إنجلترا ومعظمها بالطبع محميات وحدائق طبيعية مسؤولة عنها الحكومة. وتعرف المنطقة باسم دارتمور وتبلغ مساحتها نحو ألف كلم مربع.كما أن المقاطعة هي المقاطعة الوحيدة التي تضم خطين ساحليين، الأول في الشمال الغربي على قناة بريستول والثاني في الجنوب الشرقي على القناة الإنجليزية. وتحد المقاطعة مقاطعات إنجليزية مهمة جدا على الصعيد السياحي أيضا وهي كورنوول في الغرب ودورسيت وسامرسيت في الشرق. أضف إلى ذلك أن منظمة اليونيسكو خصت منطقتين في بريطانيا بصفة التراث البشري أو الإنساني فقط، أهمهما منطقة ساحل دورسيت شرق ديفون والتي يطلق عليه اسم «جوراسيك كوست» الشهير. ويعتبر هذا الساحل الذي يبلغ طوله نحو 150 كيلومترا، خامس أهم موقع طبيعي في بريطانيا. ولهذا السبب بالذات يطلق على إحدى الفترات الجيولوجية التاريخية اسم الفترة الديفونية التي تعود إلى ما قبل 400 مليون سنة من الآن، لما تضمه المنطقة من صخور وآثار وأحفوريات تعود إلى تلك الفترة الساحقة من الزمن. ويضم هذا الساحل كتلا صخرية من فترات جيولوجية مختلفة، تساعد على فهم التطور الجيولوجي وكيفية تكون اليابسة. وتعتبر أهم معالمه الطبيعية صخرة ديرديل دور التي تشبه صخرة الروشة في بيروت نسبيا، والصخور الطبشورية في لالوورث كوف، وجيرة بروتلاند. بأية حال، يعتبر الشاطئ موطن عالم الأحفوريات الذي بدأت مع ماري انينغ الشهيرة التي بدأت بجمعها بالصدفة على الشاطئ. وجمعت آن أحفوريات هامة جدا في علم الآثار الطبيعي يعود تاريخ بعضها إلى 250 مليون سنة. لذا يجد السائح الكثير من التاريخ الطبيعي الذي يعيد الإنسان إلى الوراء ملايين السنين، بالإضافة إلى المعالم الحديثة من البلدات والمدن والمرافئ التقليدية، والأحوال الجوية الطيبة والفنادق والموانئ الصغيرة القديمة والرائعة على الشاطئ. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن إيرادات المقاطعة من القطاع السياحي الذي نشط منذ القرن التاسع عشر، وصلت إلى 1.2 مليار جنيه إسترليني سنويا منذ عام 2024 أي العام الذي خصت فيه اليونيسكو ساحل جواراسيك بالحماية. تاريخيا هذه المقاطعة كانت تضم مقاطعة كورنوول المجاورة، وقد شهدت أول استيطان بشري في الجزيرة البريطانية نهاية العصر الجليدي. ويعتقد العلماء أن محمية دارتمور الطبيعية كانت مسكونة من قبل الصيادين الأوائل قبل 6 آلاف سنة. ويعود أصل اسمها إلى اسم السلتيين الذين استوطنوا جنوب بريطانيا قبل الاحتلال الروماني عام 50. ويعني الاسم «الوادي العميق». وبقيت المقاطعة أيام الرومان تحت الحكم العسكري لمدة 250 سنة. وأصبحت لاحقا كما تشير المعلومات التاريخية، خطا فاصلا بين مملكة جومينونيا السلتية المتعاونة مع الرومان ومملكة الانغلو ساكسون في واسيكس (اسم القبائل التي كانت تقطن جنوب وشرق إنجلترا وتتكلم بالألمانية). ومنذ ذلك الوقت تم ضمها إلى مقاطعة واسيكس في القرن التاسع. وكانت المقاطعة تاريخيا مسرحا للكثير من الأحداث الهامة في تاريخ إنجلترا، مثل غزوات النورمان بقيادة وليام وانتفاضة بيركين ويرباك على العرش منتصف القرن الخامس عشر. أضف إلى ذلك الحرب الأهلية في إنجلترا ووصول وليام الهولندي أو البرتقالي كما يوصف أحيانا وبدء ما يعرف بـ«الثورة العظيمة» التي أسست للنظام البرلماني الحديث وسنت حقوق الأفراد عام 1688. وفضلا عن القطاع السياحي، تعتمد المقاطعة على قطاع المناجم والأسماك والزراعة، لكن في الفترة الأخيرة بدأت تستقطب قطاعات أخرى مثل القطاع المالي بعد الطفرة العقارية في التسعينيات، كما بدأت تعتمد على اقتصاد اكستر وبليموث بشكل عام. ولأن مقاطعة ديفون تضم أكبر عدد من الشوارع في جنوب إنجلترا، تناسب السياح الذين يملكون سيارتهم أو سيارات الأجرة وهي رخيصة للتنقل والتمتع بمعظم المناطق المختلفة من الجنوب إلى الشمال. فالمناطق الداخلية التي تضم حديقة دارتمور الوطنية وجزءا من حديقة اكسمور، أراضٍ برية وعرة وشاسعة تتخللها بعض المنازل الإنجليزية الفكتورية والجورجية القديمة. أما في الجنوب فتكثر التلال المرقطة بالقرى الصغيرة هنا وهناك مثل ايفي بريدج وكينغزبريدج ودارتمواث والمنتجعان الساحليان توتناس وبلدة توركي. أما شرق ديفون فيضم أقدم منتجع ساحلي في بريطانيا، وبلدات اكسماوث وسيدماوث الجورجية الطراز. وفي الشمال، فالمناطق زراعية قديمة أيضا مع بلدات رئيسية مثل تورينغتون وغريت وبيدفورد. وتعتبر حواف ساحل اكسمور من أعلى الحواف الساحلية في البلاد. وتعتبر هذه المنطقة المطلة على المحيط الأطلسي من المناطق الرائعة والمناسبة جدا للسياح الراغبين بالتزلج على الماء لوفرة الرياح وقوتها هناك. ويعرف في هذا الإطار شاطئ خليج بيدفورد. ولذا تملك المقاطعة ثروة طبيعية ممتازة من الناحية الحيوانية والنباتية، وتكثر فيها الأزهار البرية.، والمحميات الصغيرة (نحو أربعين محمية رسمية). كما تضم المقاطعة أنواعا كثيرة من النباتات التي لا يمكن العثور عليها في بقية الجزيرة البريطانية ومنطقة كورنوول بشكل خاص. ولأنها متنوعة جدا على هذا الصعيد، فقد كانت المقاطعة الوحيدة في بريطانيا ـ وبسبب درجات الحرارة العالية أحيانا ـ التي تزرع الزيتون لغايات تجارية. كما كانت منبعا للكثير من الكتب الطبيعية الخاصة بالأزهار والنباتات منذ القرن السابع عشر مثل كتاب «أزهار دافين» (Flora Devoniensis) لجونس كينغزتون عام 1829. وتعرف المقاطعة الجميلة بالكثير من المهرجانات السنوية، وخصوصا زيارات الحقول في يناير (كانون الثاني)، كما تعرف بكعكها الإنجليزي التقليدي الذي عادة ما يقدم مع الشاي مغطى بالكريم أو المربى. * أهم فنادق ديفون * فندق «أوزبورن» (The Osborne Hotel) ـ العنوان: Hesketh Crescent, Meadfoot, TQ1 2LL Torquay ـ عدد الغرف: 32 غرفة ـ من فئة 4 نجوم ـ ابتداء من 65 جنيها إسترلينيا واحد من الفنادق الساحلية الضخمة والممتازة، إذ يضم بركة سباحة واحدة داخلية والأخرى في حديقة الفندق الأمامية الشاسعة. ويمنح موقع الفندق الزائر الفرصة للتمتع بالمنظار الطبيعية الخلابة على شاطئ ميدفوت على الريفييرا الإنجليزية. كما يضم الفندق ملعبا للتنس وأفضل مراكز العلاج الصحي والتدليك. كما يعتبر موقع الفندق الفاخر مناسبا جدا للراغبين بالتعرف على توركي وجنوب دافين. * فندق «الغراند» (The Grand Hotel) ـ العنوان: Sea Front, TQ2 6NT Torquay ـ عدد الغرف: 132 غرفة ـ من فئة 4 نجوم ـ ابتداء من 35 جنيها ـ سلسلة من الفنادق التابعة لشركة ريتشاردسون واحد من أجمل الفنادق المطلة على خليج تورباي الرائع، وأكثرها فخامة واهتماما بالخدمات. ويضم الفندق سبع غرف أو «سيويتس» خاصة، مصممة بطرازات مختلفة. كما يضم الفندق بركتي سباحة وجاكوزي وغرفة للتدليك والتمارين الرياضية وملعبا للتنس. * فندق «الجسرين» (Two Bridges Hotel) ـ العنوان: Princetown PL20 6SW Dartmoor ـ عدد الغرف: 33 غرفة ـ من فئة 4 نجوم هذا الفندق، أحد أهم وأجمل الفنادق في منطقة أو حديقة دارتمور الطبيعية الخلابة والتي تقع على ضفاف نهر وست دارت. وهو من الفنادق التقليدية المحاطة بالمراعي الخضراء والتي تقدم خدمات حديثة تنافسية في هذه المنطقة السياحية بامتياز. تم بناء الفندق نهاية القرن الثامن عشر، وكان يطلق عليه في البدايات اسم «ذي سارسانز هيد» بالإنجليزية والذي يعني رأس الغساني. لكن تم تغيير الاسم منذ أن شقت الطريق التي تصل إليه بدايات القرن الماضي. الفندق مكان مناسب للراغبين بالتمتع بأجمل ما يمكن أن تقدمه الطبيعة الإنجليزية من تنوع ومناظر خلابة يعود تاريخ بعض حجارتها إلى ملايين السنين.
|
الله يبيحه مآ . أبي منه / تبريـر
واللي معه قصّرت . و إلا جرحته ؟
أبيه يسامحني . على كلّ . تقصير