تخطى إلى المحتوى

"فــي الفخــر "

  • بواسطة

في الفخر لعنترة

ôالتعريف بالشاعر:

وُلِدَ عنترة بن عمرو بن شداد العبسي لأَمَة (جارية) حبشية سوداء تسمى زُبَيْبَة ، نقلت إليه لونها وعبوديتها ، فأصبح عبداً في مجتمع يقسم أبناءه إلى طبقات تعلوها طبقة الأحرار ، وتقع في قاعها طبقة العبيد .. وكان أبوه من سادات بني عبس ، و من عادات العرب ألا تُلحق ابن الأمَة بنسبها ، بل تجعله في عداد العبيد ، لذلك كان عنترة عند أبيه منبوذاً ، يرعى له إبله وخيله ، ومارس الفروسية ومهر فيها ، فشب فارساً شجاعاً هماماً لا يُشَقّ له غبار ، وكان يكره استعباد أبيه له وعدم إلحاقه به في النسب ، لذلك صار سيفه هو نسبه ، حتى أغار بعض العرب على عبس ، واستاقوا إبلهم ، فقال له أبوه : كُرَّ ياعنترة . فأجابه وهو غاضب عليه لاستعباده إياه : العبد لا يُحْسِن الكرَ , وإنما يحسن الحَلْب والصَرّ . فقال له : كُرَّ وأنت حُرّ ، فهب كالإعصار يدفعه حب الحرية إلى اجتراح (صنع) المعجزات وقهْر الخصم واستنقذ الإبل ونال الحرية ، ومن ذلك الوقت ظهر اسمه بين فرسان العرب و ساداتها يسير وذِكْره يطير , حتى أصبح مضرب المثل في الإقدام والجرأة ، وطال عمر عنترة ومات غالبا عام 615 م و يقال أن مجموع ما كتبه من قصائد 146 قصيدة .

ôمناسبة النص :

ترك عنترة ديار قومه غاضباً ؛ لرفض قبيلته منحه حريته ، و بعد أن فشل في إقناع الأهل بأنّ السواد لا صلة له بالشخصية إذا عَظُمَتْ ، وبالنفس إذا كرمت ، وبالعزيمة إذا كبرت ، و نزل عند بني عامر ، فاستغلت قبيلة هوازن الفرصة و هاجمت ديار عبس قبيلة عنترة ، و كادت عبس أن تنهزم لولا أنهم استنجدوا بفارسهم البطل عنترة الذي لبى النداء مهرولاً ؛ ليدافع عن حرمات قبيلته .

ôالأبيات : وفاء برغم الخلاف

1 – سَكَتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ **** وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نســِيتُ
2 – وكَيفَ أنامُ عَنْ ساداتِ قَوْمٍ **** أنا في فَضْـلِ نِعْمتِهمْ رُبيتُ
3 – إن دارت بهم خيل الأعادي **** ونادونـي أجبت متى دعيتُ
4 – بسَيفٍ حَدُّهُ يزجـي المنَايا **** وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ

ôاللغويات :

ô سكت : صمتُّ × تكلمت

– غَرّ : خَدَع و أطمع ، ضلل

– أنام : أي أغفل و أنسى و أترك × أهتم

– سادات : أشراف وعظماء × عبيد م سيد

– فضل : خير وزيادة ج فضول

– نعمتهم : عطائهم ج نعم

– ربيت : تربيت و نشأت

– دارت : نزلت بهم و حاصرتهم وأحاطتهم

– الأعادي : جمع الأعداء التي هي جمع عدو

– ونادوني : أي استنجدوا بي

– أجبت : لبيت النداء ، استجبت

– حده : حَافّته و طرفه ج حدود

– يزجي : يسوق و يدفع

– المنايا : الموت م مَنيَِّة

– رمح ج رماح

– صدره : أي نصله وسنانه

– الحتف : الموت و الهلاك × الحياة ، النجاة ج حُتُوف .

ôالشـرح :

يقول عنترة أنه هجر قومه غاضباً ؛ لإنكارهم لحقه في الحرية ، وقد أطمع ذلك الخلاف الأعداء ، وانتهزوا الفرصة فهاجموا أهله ظانين أنه نسى أهله ، وأنه لن يعود للدفاع عنهم ، وقد جانبهم الصواب في هذا الظن .. فكيف له أن يتناسى الدفاع عن أشراف العرب و ساداتها و هو الذي نشأ و تربى في أحضانهم وهم الذين قد أغدقوا عليه من خيرهم و إحسانهم .. و لئن أحاط الأعداء بقومه و هاجموهم ، و ناداه قومه لبى النداء مسرعاً بسيفه الذي يأتي بالهلاك للأعداء ، و رمحه الذي يحمل الموت و الفناء لهم .

س1 : عَمَّ سكت عنترة ؟ و لِمَ سكت ؟ و ما أثر سكوته ؟
جـ1 : سكت عنترة على إصرار قبيلته المستمر بعدم منحه حريته ، فآثر الرحيل إلى ديار بني عامر .
– و قد سكت ؛ لأنه مخلص لأهله الذين عاش بينهم وتمتع بخيرهم .
– و أثر سكوته : انتهاز الأعداء فرصة غيابه ، و إعلانهم الحرب على قومه .

س2 : كيف وضحت الأبيات موقف الشاعر من قومه ، و موقف أعدائه منه ؟ (أجب بنفسك) .

س3 : بِمَ وصف الشاعر سيفه و رمحه ؟ و علامَ يدل ذلك ؟
جـ 3 : وصف الشاعر سيفه و رمحه بالقوة و بأنهما هما اللذان يأتيان بالموت للأعداء .
– يدل ذلك على فروسية عنترة و بطولته وشجاعته .

س 4 : يعاب على الشاعر في تعبيره (نادوني) أنه لا ينهض للدفاع عن قومه إلا إذا دعوه .. فما العيب في ذلك ؟ و كيف تبرر موقفه ؟
جـ4 : بالفعل كان من الأفضل لشاعرنا و هو الفارس المغوار أن يسرع لنصرة قومه و نجدتهم بمجرد أن يلوح الخطر أمامهم ، ولا ينتظر استنجادهم به .
– وتبرير موقفه أنه أراد أن يُشعر قومه بمدى حاجتهم الشديدة إليه ؛ فهو – وحده – الذي يُلقي الرعب في قلوب الأعداء .

ôالتذوق :

س1 : أيهما أجمل : (سكتُّ) أم (غضبتُ) ؟ و لماذا ؟
جـ1 : (سكتُّ) أجمل ؛ لأنها تدل على التسامح و الطيبة مع الأهل على الرغم من ظلمهم له .

ô (فغر أعدائي السكوت) : كناية عن غفلة الأعداء وغبائهم الشديد و سوء فهمهم لطبيعته الوفية والمحبة لقومه.

ô الفاء في (فغر) تفيد : سرعة الأعداء في انتهاز خلافه مع قومه .

ô (أعدائي) : التعبير بالجمع يدل على كثرة الأعداء ، و إضافة (أعداء) إلى ياء المتكلم دليل على أنه هو المقصود بالعداوة .

ô (غر أعدائي السكوت) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (أعدائي ) على الفاعل (السكوت) ؛ ليفيد التأكيد و التخصيص .

ô (ظنوني) : توحي بغباء الأعداء و بخطئهم الشديد في تقدير مدى حبه لقومه .

ô (لأهلي) : إضافة " أهل " إلى ياء المتكلم تدل على شدة الحب و الانتماء و الاعتزاز بهم .

ô (السكوت – نسيت) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

التصريع : هو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في البيت الأول .

ô (وكيف أنام عن سادات قوم ؟!) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : الاستنكار و التعجب من غباء الأعداء في فهم شخصيته المخلصة للأهل .

ô (… أنام عن) : كناية عن التخاذل و الكسل في الدفاع عن الأهل .

ô (سادات) : نكرة للتعظيم ، و جمع لبيان كثرة الأشراف في قبيلته .

ô (قوم) : نكرة للتعظيم .

ô (أنا في فضل نعمتهم ربيت) : التعبير بـ (أنا) يدل على الاعتزاز الشديد بالنفس ،

و(فضل) : توحي بخير قومه الفياض عليه . و تقديم الجار و المجرور (في فضل نعمتهم) على الفعل (ربيت) أسلوب قصر غرضه : التخصيص و التأكيد على نشأته في خيرهم وعزهم .

ô (إنْ) شرطية تفيد : الشك في أن يهاجم الأعداء قومه .

س2 : أيهما أدق في معنى البيت هنا (إن – إذا) ؟ ولماذا ؟
ô (دارت) : توحي بشدة الحصار ، فهو من كل ناحية ، لذلك هي أجمل من (هاجمت) .

ô (دارت بهم خيل الأعادي) : كناية عن شدة و شراسة هجوم الأعداء فهو من كل جانب .

س3 : أيهما أجمل : [ دارت بهم خيل الأعادي – هاجمتهم خيل الأعادي] ؟ ولماذا ؟ (أجب بنفسك) .

ô (الأعادي) : التعبير بجمع الجمع يدل ضخامة حشود الأعداء .

ô (نادوني – أجبت) : محسن بديعي / طباق يبرز سرعة تلبيته لنداء قومه .

ô (سيف – رمح) : نكرتان للتعظيم و التمجيد ؛ فهما أهم أسلحة ذلك العصر .

ô (بسيف حده يزجي المنايا) : استعارة مكنية ، لكل من السيف و المنايا .. فقد شبه حد السيف بإنسان قوي يسوق الموت للأعداء ، و حذف المشبه به و هو الإنسان وذكر ما يدل عليه وهو (يزجي) – كما شبه (المنايا) بقطيع من الحيوانات يدفع إلى الأعداء ؛ ليوحي بكثرة القتلى من الأعداء .

ô (رمح صدره الحتف المميت) : تشبيه مجمل حيث شبه صدر الرمح بالحتف ووجه الشبه بينهما أن كليهما مميت .. و الصورة السابقة تبين مدى قوة الرمح و بسالة صاحبه .

تذكر : أن الأسلوب هو الطريقة التي يعبر بها الأديب عن نفسه وينقسم إلى :
1 – خبري : وهو ما يحتمل الصدق أو الكذب لذاته مثل : تفوقت إنجي .
غرضه غالباً : تقرير المعنى في النفس و تثبيته ؛ لأنه يعرض حقائق لا مجال للشك فيها .
2 – إنشائي : وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب لذاته مثل : ذاكر الدرس .
غرضه غالباً : الإقناع و إثارة ذهن المخاطب .
– الأساليب الإنشائية نوعان :

طلبية : الأمر ، النهي ، النداء ، الاستفهام ، التمني .
غير طلبية : التعجب ، المدح و الذم ، القسم ، أفعال الرجاء .

ôالأبيات : فخر بالشجاعة و أصل نبيل

5 – خُــلِقتُ من الحَـديدِ أشَدَّ قَلُباً **** وَقَدْ بَليَ الْحَـديدُ وَما بَلِيتُ
6 – و في الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا **** ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ
7 – وَ لي بَـيْتٌ عـلا فَـلَكَ الثُّرَيَّا **** تَخِـرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ

ôاللغويات :
ôالحديد ج الحدائد

– أشد : أقوى × أرق

– بلي : فني و تفتت و تآكل

– الحرب العوان : التي تكرر فيها القتال مرة بعد مرة ج العُون

– المَعَامِع: الحروب‏ و المعارك الشديدة م مَعْمَعَة

– فلك : مدار النجوم ج أفْلاك

– الثريا : مجموعة من النجوم في صورة وجه الثور ج الثريات

– تخر : تسقط وتهوى ، والمراد تخضع

– هيبته : مَهابته وعظمته × حقارته .

توقيع nonii

 

Keep going keep practice

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.