العلاج بالطاقة هو علم وفن, استخدمه الإنسان عبر التاريخ لعلاج العديد من المشكلات البدنية والنفسية, إضافة إلى الجوانب الروحية خاصة في التعبد والحصول على القوة المعنوية والروحية, كان ذلك عندما كان البشر يعتمدون على الطبيعة ومصادرها الغنية, تلك التي تمثل قدرة الخالق وسره فيها, فمن الطبيعة خلق كل ما هو مفيد للبشر من النباتات والأعشاب إلى الطاقة الكونية, وأعظمها على الإطلاق عقل الإنسان الذي يمتلك قدرات هائلة, فقد البشر معظمها بسبب التطور التكنولوجي الذي أصبح يعتمد على كل ما هو اصطناعي وكيميائي.
إن العلم المادي والذي قدم خدمات جليلة للبشرية, أهمل بشكل كبير قوى الطبيعة التي منحته هذا التقدم في الأساس, ونسي مع تعاقب القرون الارتباط الوثيق بين الجسد والعقل والروح, فالعلل البشرية لا تكمن في الجسد وحده بل في عقله وروحه, وإن أي خلل في أي من هذه الأجزاء لا بد أن يؤثر على باقيها, ولم يكتف بالنسيان ولكنه فسر الظواهر الطبيعية بالخزعبلات, وحاربها على أنها تخلف وخرافات, أو أرجعها إلى قوة خارقة غير طبيعية, رغم اعترافه بالقدرات الهائلة التي يملكها العقل والتي لا يستخدم الإنسان منها غير 3%. كل الحضارات القديمة عرفت العلاج بالطاقة واستخدمته, استخدمه أهل التبت وحفظوا أسراره لقرون, واستخدمه الهنود بما يعرف ب"البرانا", وعرفه الصينيون وأسموا الطاقة "تشي", وعرفه الأوربيون تحت اسم "اللمسة الملكية", فقد كان الملوك في أوربا يمررون أيديهم على المرضى من أبناء شعوبهم فيشفون, وكانوا يعتقدون أن اللمسة الشافية هي من خصائص الملوك الذين كانوا يمثلون الله على الأرض, كما أن السيد المسيح عليه السلام كان يشفي المرضى باللمس. يقول أبو قراط وهو أبو الطب في الحضارة اليونانية:"بينما أربت على أجسام مرضاي ملاطفاً, غالباً ما بدا لي كأن خاصية غريبة في يدي, تشد وتخرج الأوجاع من الأجزاء المصابة, وذلك يحصل بوضع يدي على المكان المصاب", وعندما نمعن التفكير نجد أننا نضع أيدينا بشكل تلقائي على أوجاع أجسامنا, وعندما يشكو طفل لأمه من صداع أو مغص مثلاً تضع الأم يدها على موضع الألم, مما يشعر الطفل بالراحة, إن للمسة الإنسانية والاحتضان والربت على الكتف قدرة مهدئة وشافية. ولكن من أين تأتي الطاقة؟ الطاقة موجودة في الكون كله, في كل شئ صغيراً كان أم كبيراً, موجودة في الكواكب والمجرات, موجودة في الجبال والبحار والغابات, فيما نشربه ونأكله, في الأحجار الكريمة والمعادن والكرستال (حجر الكوارتز في الساعات), والطاقة موجودة منذ الأزل وهي لا تنتهي ولكنها تتحول, "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم", فالطاقة الميكانيكية يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية مثلاً, و الطاقة الكهربائية إلى حرارية, والحرارية إلى ميكانيكية وهكذا…, ونحن لا نرى الطاقة ولكننا نشعر ونرى نتائجها, وهي تمر بقنوات أو موصلات, ويعتبر الإنسان موصلاً جيداً للطاقة. هناك طاقة إيجابية وهناك طاقة سلبية, فكثيراً ما يشعر الإنسان باكتئاب أو وهن جسدي فقط بسبب الطقس, مثل الرطوبة التي تنتج أيونات سالبة, تؤثر على الأيونات الكهربية لبعض الناس, وينتعش كثير من البشر في الربيع ويكثر التزاوج وتينع الأشجار والزهور بسبب الأيونات الموجبة التي يسببها وفرة الأوكسجين, وكثيراً ما نشعر بعدم تقبلنا لشخص دون أن نعرفه لأنه يوزع طاقة سالبة, والعكس عندما نحب شخص ولا نعرفه لأنه يوزع طاقة إيجابية, وهناك سارقي طاقة, يجلسون إلى جانبك وبعد أن يغادروا تشعر بالإنهاك. وقد انشغل الغرب بدراسة الطاقة, وأنشأ الاتحاد السوفييتي سابقاً معاهد لدراسة الطاقة, سواء للاستخدامات السلمية أو العسكرية, كما يمكن تصوير الطاقة بكاميرا خاصة, تظهرها على شكل هالة, وأكتشف أن الهالة تظل فترة حتى بعد أن يغادر الإنسان المكان أو يموت, ثم تبدأ بالاختفاء, ولذا استخدمت في الولايات المتحدة على نطاق واسع في التجسس, واستخدمت بعض هذه الكاميرات في الحرب مع العراق في فبراير 2024 . وهو علاج بوضع اليد أو باللمس, لما في اللمس من طاقة غير قابلة للمقارنة مع شئ آخر, ولكي نفهم الريكي يجب معرفة من أين جاء الريكي وكيف وصل إلى الغرب وإلينا بعد ذلك, أن قصة الريكي انتشرت في كتب كثيرة, وطريقة العلاج به أقدم من أي كتاب مكتوب, والكثير من المعلومات غير مدونة أو غير مترجمة, بدأ الريكي في 1800 , لكنه كان موجوداً قبل ذلك, وكانت المعلومات تتناقل شفاهة, ولذا فكثير من المعلومات التي انتشرت بهذه الطريقة كانت محورة, رغم ذلك فالمادة المنقولة قيمة وتستحق البحث. الريكي هو جزء من كل واحد منا, ففي حضارة " المو" كان يتم تعليم الأطفال الريكي حسب الدرجات, حيث كان يستخدم على نطاق واسع, وعندما انتقلت هذه الحضارة إلى الهند والتبت نقلت معها الريكي, ورغم انتهاء حضارة المو واندثار حضارات بعدها لكن الريكي ظل عند نخبة من البشر, حتى أتى رجل من اليابان وبحث في أصل طرق العلاج عند عيسى المسيح وبوذا, ووجد أن هذه الطرق موجودة عند اله " شيبا" في الحضارة الهندية وهو المسؤول عن إيجاد الريكي, وكان يريد أن يذكر على أنه أعطى موهبة الريكي للناس. إن الريكي التقليدي بدأ مع أوسوي, الذي كان مديراً لجامعة دوشيشا في كيوتو في اليابان, وكان في نفس الوقت قساً مسيحياً, وفي إحدى المرات طلب منه أحد طلبته طريقة المسيح في العلاج, ومن هنا بدأت رحلة أوسوي في البحث التي دامت عشر سنوات, وعندما قالت له السلطات المسيحية في اليابان أن هذا العلاج لم يتم التطرق إليه, وإن لديهم القليل من المعلومات, اتجه في بحثه إلى البوذية, ووجد أن هناك تشابه بين حياة بوذا في الهند وحياة عيسى المسيح, فقد أخبره كاهن بوذي أن الطريقة القديمة في العلاج قد فقدت, وأن الطريقة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة هي من خلال تعاليم بوذا, وهي الطريق إلى التنوير. ثم سافر أوسوي إلى الولايات المتحدة بحثاً عن الحقيقة ودرس في جامعة شيكاغو, وحصل على الدكتوراه في علم اللاهوت( الأديان) وتعلم اللغة السنسكريتية وهي اللغة القديمة للهند والتبت, ولكنه لم يجد جواباً لبحثه. وعاد إلى اليابان ووجد نصوص تصف طرق المعالجة باللغة السنسكريتية, ولكنه لم يجد طريقة لتفعيل الطاقة, وهو ما كان مقصوداً في الكتب القديمة, لإبعاد الطريقة عن الوصول إلى أيدي ناس غير مناسبين, وانزوى في مكان يتأمل وهو صائم لمدة 21 يوم, وجمع 21 حصاة لحساب الأيام, فكل يوم يقذف بحصاة, وفي اليوم 21 وقبل الفجر بقليل رأى نور يأتي ناحيته, وكانت أول ردة فعل هي ضرورة الهرب منه, ثم قرر أن يقبل بأي شئ يأتي إليه لأنه نتيجة تأمله وإن كان في ذلك موته, وصعقه النور في جبهته (العين الثالثة) فأغمى عليه, وبعدها شاهد رموز الريكي, فأحس بتفعيل طاقة العلاج لديه, ثم ترك أوسوي المكان وهو لديه طاقة العلاج التي كان يبحث عنها, وهو ينزل من الجبل جرح إصبع رجله فوضع يده عليه وفوجئ بأنه شفى, ثم وصل إلى بيت فلاح وطلب وجبة وأكلها, بينما المرأة التي خدمته كانت تعاني من ألم في الأسنان فوضع يده عليها فشفت, كما شفى الكاهن في المعبد من آلام المفاصل, وسمى هذه الطريقة ريكي. هذه نبذة تاريخية مبسطة عن الريكي ( الطاقة الكونية )
|