ليالي قاصد (84) }{ بروفــة ودآع }{

أغمض جفنا ذلك الشوق الدافئ في لياليّ القليلة الماضية على وقع آخر حروفٍ نطقتها شفتيكِ !
لم أبحث في حياتي بشكل عام عن الحب أبداً بل اعتدت دوماً على قراءة العينين ودخول أعماق الروح..
ثم أسال نفسي؟؟
أتستحقها روحي؟
أم أتجاهل تلك المواعيد الوهمية التي تُكتب على جبينها!!
غرورٌ سكنني لم أتمكن من التغلب عليه طيلة حياتي !!
فروحي لجسدي عزيزة وقلبي لمحجره وافٍ صدوق!!
والذنب الذي أحكي به لنفسي دوماً هو كيف أجد من تغتال غروري وتشكلني كما تريد هي؟؟
سنينٌ مضت منذ آخر مرة نبض هذا القلب!!
حين أزهرت في جوف صدري حروفها الثلاثة !!
وماتت بعد ثلاثة سنين إحساسها لتعلن حينها وحدةً سكنتها بيني وبين آلامي ..
لم أحدّث بها أحد واكتفيت بغرس أنياب الهجران على عنقي لأموت وحدي دون أن أؤذي أحداً يهتم لأمري!!
الشجاعة في الحديث عن الماضي أتت نتيجة الايمان بأن لكل منّا نصيبٌ سيناله ،.
ومنالي نلتها بعد سنين عجاف ..
رسمت لوحة في قلبي محت سابقتها بكل هدوء !!
وكانت تفاصيل لوحتها بسيطة للغاية ..،
أنا لك !!
كانت عنوان اللوحة..
في أطرافها وردٌ أبيض وفي منتصفها قلبين ..
ونورٌ أبيضٌ يعكس بين القلبين وجهاً ملائكياً طاهراً ينفخ في وجه كل من ينظر إلى اللوحة نور الحب ودفء القلب!!
تناسيت لسنة واحدة ما قد مضى !!
قتلُ الغرورِ سهلٌ في وجود قلباً كقلبها!!
وهذا ما حصل تماماً ،،
سمعت سؤالاً قبلً فترة كان فحواه .. أيهما أجمل ؟؟!
شعور الحب في المرة الأولى؟
أم شعور الحب في المرة الثانية؟؟
وتاريخنا العربي يذهب دوماً لعظمة الحب الأول وقوته في القلوب !!
أما أنا فأجد الحب الثاني هو الأجمل ..
وسببي في ذلك سيفهمه من ذاق الاثنين ..
فالأول لم يذهب الا لانعدام التضحية ولا تبقَ منه دائماً سوى الذكريات !!
أما الثاني ففيه نمارس جميع أخطائنا في المرة الأولى بشكلها الصحيح وباحساسها الصحيح!!
حتى أن أثره في القلب يكون أعمق على الدوام!!!!!!

أعيش الآن ما يشبه بروفة وداع!!
أيامٌ أحياها وحيداً دونها ..
أبحث عن خيالها في كل مرة أسرح بها ”
أفرح إن زارتني في الأحلام .. وأغضب بمجرد شعوري بالبعد!!
ربما سألتقيها قريباً ولكني علمت تماماً كيف ستغدو حياتي حينما تغيب شمسها !!
والموت الذي نعيشه مرة واحدة بالعمر .. أعيشه كل يوم آلاف المرات !!
موتٌ واحدٌ أرتجيه الهي !!
أن أكون بين يديها حين يغيبني الثرى ،،

أحبك

ت ح ي ت ي